خطيب المسجد الحرام يحثّ على صون كرامة البيوت ويؤكد على حفظ الفضل في العلاقات الزوجية

توصيات الإمام بتقوى الله وحفظ المودة في الأسر

شارك المقال اذا اعجبك

حثَّ إمام وخطيب المسجد الحرام، معالي الشيخ الدكتور صالح بن حميد، المسلمين على تقوى الله والتقرب إليه بالطاعات، وتجنب ما يسخطه، والسعي إلى فعل ما يرضيه. وأشار في خطبته إلى أهمية الحياة الأسرية، التي وصفها بأنها من أوثق العلاقات الإنسانية التي تحظى بمقام كريم في الإسلام، مستدلاً بقول الله تعالى: ﴿وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَىٰ بَعْضُكُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا﴾.

وأوضح أن العلاقات الزوجية لا تُقاس بالأحداث الطارئة أو المواقف العابرة، بل تُبنى على تراكمات من الخير والمودة، وضرورة تغليب روح التسامح وتذكّر الجوانب الإيجابية في الحياة الزوجية، بعيداً عن الانفعالات العابرة التي قد تهدم سنوات من المحبة في لحظة غضب.

حفظ الفضل بين الزوجين.. حكمة ربانية لاستقرار الأسرة

أشار الشيخ بن حميد إلى قول الله تعالى: ﴿وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ﴾، مؤكداً أن هذه الآية تأتي كتوجيه كريم لتذكير الأزواج بأهمية حفظ الفضل والعشرة الحسنة التي تشكل أساس الزواج. وأضاف أن الاعتراف بالفضل وحسن العشرة بين الزوجين يحمي الأسرة من التفكك ويجمع القلوب، حيث أن التغافل عن الهفوات والتجاوز عن الأخطاء الصغيرة يُعزّز من استقرار الأسرة ويحفظها من الخصام والشقاق.

ضرورة التسامح والتغافل عن الهفوات لبناء حياة سعيدة

وشدد الشيخ بن حميد على أن المشاحنة، وتدقيق الزوجين في أخطاء بعضهما، يؤدي إلى التنافر ويؤثر سلباً على الأجواء الأسرية، ناصحاً الأزواج بالصبر والتسامح وتجاوز النقائص. ودعا إلى الابتعاد عن الجدال ورفع الصوت، وأن يحرص الزوجان على التغاضي عن الهفوات، فالزواج رابطة تقوم على الفضل والرحمة، لا على التشدد والمحاسبة.

تحذير من الدعوات التي تزرع الفرقة والتجافي بين الزوجين

حذر الشيخ من الدعوات التي تدفع الزوجين للتنمر والتمرد عبر التركيز على السلبيات وإهمال المحاسن، مشدداً على أن أساس العلاقة الزوجية هو الأخلاق واللين والتسامح. كما نصح بالتسامح والتغافل عن الصغائر التي تنغص الحياة، مؤكداً أن التغافل يحفظ الروابط ويضمن استقرار الحياة الأسرية.

الزواج ميثاق على المحبة والإحسان.. وليس على الشدائد

اختتم الشيخ خطبته بالدعوة إلى الالتزام بحفظ كرامة البيوت وصون العلاقة الزوجية، مشيراً إلى أن تذكّر الفضل والإحسان بين الزوجين هو السبيل الأوحد لبناء علاقة مستقرة، قائمة على المودة والتسامح، حيث أن التغافل عن العيوب يحسن من استقرار الحياة الأسرية، في حين أن التدقيق والمحاسبة تُعكّر صفو العلاقة وتُضعف أواصر المودة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى