دراسة تكشف 15 عاملًا يزيد خطر الخرف المبكر وتمنح أملًا جديدًا للوقاية

شارك المقال اذا اعجبك

يُعد الخرف المبكر (Early-Onset Dementia) المعروف اختصارًا بـ (YOD) أحد أخطر أشكال الخرف، إذ يصيب الأفراد في عمر يقل عن 65 عامًا، وقد يغيّر مجرى حياتهم بشكل مفاجئ رغم أنهم غالبًا لا يزالون في قمة عطائهم المهني والأسري. في السنوات الأخيرة، ارتفعت معدلات تشخيص هذا النوع من الخرف، ما دفع العلماء لتكثيف أبحاثهم للعثور على أسباب واضحة قد تساهم في الوقاية منه.

دراسة بريطانية ترصد عوامل الخطر

في دراسة علمية هي الأضخم من نوعها حتى اليوم، قام باحثون من جامعة إكستر البريطانية وجامعة ماستريخت الهولندية بتحليل بيانات 356,052 شخصًا دون سن 65 من قاعدة بيانات ضخمة في بريطانيا. وأسفرت النتائج عن تحديد 15 عاملاً يُحتمل أن تزيد من خطر الإصابة بالخرف المبكر.

وشملت العوامل الاجتماعية والاقتصادية انخفاض الدخل والعزلة الاجتماعية، فيما رُبطت عوامل صحية مثل ضعف السمع، والسكتة الدماغية، وأمراض القلب، والاكتئاب، وداء السكري بارتفاع مخاطر المرض.

كما أظهرت الدراسة أن نقص فيتامين (د) وارتفاع مستويات البروتين التفاعلي (CRP) المرتبط بالالتهابات، ومتغيرات في الجين الوراثي ApoE4، قد يكون لها دور كبير في الإصابة.

الصحة النفسية والتعليم عوامل حماية

من ناحية أخرى، كشفت الدراسة أن ارتفاع مستوى التعليم الرسمي، وانخفاض مؤشرات الضعف الجسدي، والتمتع بصحة نفسية جيدة، عوامل تُسهم في خفض احتمالات الإصابة بالخرف المبكر. كما أشار الباحثون إلى أن هذه النتائج تُساعد في سد فجوات المعرفة المتعلقة بمسببات الخرف.

يقول سيباستيان كولر، عالم الأوبئة العصبية: “من المهم ألا نهمل الصحة النفسية في هذا السياق، فالتوتر المزمن، والاكتئاب، والشعور بالوحدة تُعد من أبرز العوامل التي يمكن تعديلها”.

أمل جديد في الوقاية لا العلاج فقط

ورغم أن الدراسة لا تُثبت بشكل قاطع أن هذه العوامل تُسبب الخرف، إلا أنها تُعد خطوة كبيرة نحو فهم أعمق لهذا المرض المعقّد. تؤكد الباحثة ستيفي هندريكس أن الخرف المبكر له أثر اجتماعي كبير، لأن المصابين غالبًا ما يكونون في مرحلة من حياتهم تعتمد فيها أسرهم ومجتمعهم عليهم بشكل كبير.

ويختتم الباحثون بأن كثيرًا من هذه العوامل قابلة للتعديل، مما يفتح الباب أمام استراتيجيات وقائية أكثر فعالية، ويمنح الأمل في إمكانية تقليل فرص الإصابة بالخرف من خلال أنماط حياة صحية ومتوازنة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى