في بيان مشترك شراكة استراتيجية تتسع بثقة ,السعودية والهند تدعمان مجلسًا وزاريًا بأبعاد اقتصادية وثقافية ودفاعية
تعميق التعاون بين السعودية والهند من خلال مجلس الشراكة الاستراتيجية

شهدت العلاقات السعودية الهندية تطورًا ملموسًا تمثل في توسيع مجلس الشراكة الاستراتيجية ليشمل أربع لجان وزارية جديدة، ما يعكس مستوى الثقة والتفاهم المتبادل بين القيادتين. وتشمل هذه التوسعة إضافة لجنة للتعاون الدفاعي وأخرى للتعاون السياحي والثقافي، ما يعزز من زخم التعاون القائم بين البلدين في شتى المجالات.
جاءت هذه المبادرات في ختام زيارة رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي للمملكة، بدعوة كريمة من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حيث ناقش القائدان سبل تعزيز الشراكة الثنائية على مختلف الأصعدة.
تقدم ملموس في ملفات الاستثمار والطاقة
أشاد الطرفان بالتقدم الذي أحرزه مجلس الشراكة منذ انطلاقه، خاصة في مجالات الاستثمار والاقتصاد، حيث تم الاتفاق على تسريع تدفقات الاستثمار الثنائي، والتعاون في إنشاء مصفاتين، وتحقيق تفاهمات هامة في ملفات الضرائب والطاقة والتكنولوجيا. كما أبدت المملكة اهتمامها بالاستثمار في قطاعات حيوية داخل الهند، تشمل الصحة والبتروكيماويات والبنية التحتية والذكاء الاصطناعي.
في قطاع الطاقة، اتفق الجانبان على العمل المشترك لضمان استقرار أسواق النفط العالمية، وتوسيع التعاون ليشمل مشاريع الربط الكهربائي وتقنيات الطاقة المتجددة وتطوير سلاسل التوريد المرتبطة بقطاع الطاقة، بالإضافة إلى دعم الابتكار في مجالات الهيدروجين النظيف وتقنيات تخزين الطاقة.
شراكة دفاعية وأمنية لدعم استقرار المنطقة
ترجمت السعودية والهند التفاهم السياسي إلى خطوات عملية من خلال إنشاء لجنة وزارية للتعاون الدفاعي، ورفع مستوى التعاون العسكري بين القوات البحرية والبرية والجوية. وقد أثمرت هذه الشراكة عن تنفيذ تدريبات عسكرية مشتركة مثل تمرين “صدى تنسيق”، مما يعزز من الأمن الإقليمي.
في الإطار الأمني، شدد الجانبان على ضرورة تعزيز التعاون في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة وأمن الحدود، وأدانا الهجمات الإرهابية بأشد العبارات، مؤكدين على رفض ربط الإرهاب بأي دين أو عرق.
تعزيز التعاون في مجالات الصحة والفضاء والتقنيات الناشئة
لم تغفل الزيارة ملفات الصحة والتكنولوجيا، إذ وقع الجانبان مذكرات تفاهم لتعزيز التعاون في مجالات الأدوية والتقنيات الصحية والرقابة على المنتجات الطبية. كما بحثا فرص التعاون في مجالات الذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، وأشباه الموصلات، والتقنيات الفضائية، مع التأكيد على استثمار إمكانات البلدين لتطوير مشاريع بحثية وريادية.
السياحة والثقافة في صميم العلاقة الشعبية
أولت القيادتان اهتمامًا خاصًا بتعزيز الروابط الثقافية والشعبية، من خلال إنشاء لجنة وزارية مشتركة في السياحة والثقافة، وتفعيل التبادلات الثقافية والمهرجانات، ودعم التعاون في مجالات الإعلام والترفيه والرياضة، بما يعكس متانة العلاقات التاريخية والروابط الإنسانية بين الشعبين.
رؤية مشتركة للتنمية والازدهار
عبّر الجانبان عن تطلعهما لتعزيز الشراكة بما يحقق الأهداف الوطنية لرؤية السعودية 2030 ورؤية الهند 2047، مؤكدين على أهمية التعاون في الأمن الغذائي، الزراعة، التعليم، والبحث العلمي، بما يضمن تحقيق تنمية مستدامة وازدهار مشترك يخدم مصالح الشعبين.