الحيزان ينتقد “شارع الأعشى” و”ليالي الشميسي” .. صورة غير دقيقة للماضي وتضليل للأجيال الجديدة

شارك المقال اذا اعجبك

انتقد المستشار الإعلامي الدكتور محمد الحيزان بعض الأعمال الدرامية التي عُرضت خلال شهر رمضان، والتي تناولت الحياة الاجتماعية في المملكة خلال عقود ماضية، مؤكدًا أن كثيرًا منها لا يعكس الواقع الحقيقي لتلك الفترات كما عاشه الناس، بل يقدم صورة مشوّهة لا تُنصف المرحلة.

وفي حديثه لبرنامج الراصد، قال الحيزان: “كنت من سكان شارع الأعشى في الرياض خلال السبعينيات وحتى نهاية الثمانينيات، وأعرف تفاصيل تلك المرحلة عن قرب. ما يُعرض في بعض المسلسلات لا يمتّ إلى الحقيقة بصلة، بل يُصوَّر بصورة مخيبة للآمال”.

تمكين المرأة لا يعني إعادة تشكيل التاريخ

وأضاف الحيزان: “نحن نعيش اليوم في مرحلة ذهبية من تمكين المرأة، وهذا أمر نعتز به جميعًا، لكن هذا لا يمنح الدراما مبررًا لإعادة تقديم الماضي بوجه غير دقيق أو مشوّه. التوثيق الواقعي للماضي مهم، لأنه يُظهر بشكل أوضح مدى التقدم والتحول الذي نعيشه اليوم”.

وأشار إلى أن مسلسلات مثل شارع الأعشى وليالي الشميسي تضم مبالغات في بعض تفاصيل الحياة المجتمعية، خصوصًا ما يتعلق بتمثيل المرأة، قائلاً: “الصورة التي ظهرت بها المرأة في تلك الأعمال لا تعكس الواقع آنذاك، وهناك فرق كبير بينها وبين ما كان موجودًا فعلاً، وهذا من شأنه أن يربك المشاهد، لا سيما الأجيال الجديدة”.

التفاصيل الشكلية صحيحة.. لكن الاجتماعية بعيدة عن الواقع

وأوضح الدكتور الحيزان أن بعض الجوانب الظاهرة في المسلسلات، مثل تصميم المنازل والمركبات، قد تكون صحيحة، لكنها لا تعني دقة التوثيق الكامل، مضيفًا: “من الناحية الاجتماعية، هذه الأعمال لا تشبه حياتنا إطلاقًا. الخطورة تكمن في أن هذه المسلسلات قد تُعد لاحقًا كوثائق مرجعية، وإذا كانت غير دقيقة فإنها تشكل إشكالية كبيرة في سرد التاريخ الاجتماعي”.

مشاعر مختلطة بين الفرح وخيبة الأمل

واختتم الحيزان حديثه بتأكيده على سعادته المبدئية بتناول الدراما لحقبة عاشها شخصيًا، وقال: “سُعدت برؤية هذه الأعمال التي تحكي زمناً كنت جزءاً منه، وأبنائي يشاهدونها معي، لكنّ الغصّة الكبرى أن ما يُعرض لا يمثل الواقع كما كان، وأقل ما يقال عن ذلك أنه أمر مخيب للآمال”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى