الحرب التجارية بين واشنطن وبكين… ماركات عالمية في مرمى الاتهامات الصينية

شارك المقال اذا اعجبك

 

في تصعيد رقمي يعكس اشتداد الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة، غزت مواقع التواصل الاجتماعي، ولا سيما تطبيق تيك توك، مئات المقاطع المصورة التي نشرها مستخدمون صينيون، تتهم كبرى العلامات التجارية العالمية في قطاع الأزياء والموضة الفاخرة، بصناعة منتجاتها في الصين تحت غطاء من السرية.

ففي سلسلة من الفيديوهات التي انتشرت خلال اليومين الماضيين، زعمت ناشطات صينيات أن عدداً من الماركات الراقية تصنع حقائبها ومنتجاتها الجلدية في مدينتَي غوانجو وفوشان الصينيتين، مشيرات إلى أن هذه المصانع تبرم عقودًا سرية مع الشركات العالمية تمنعها من كشف مصدر الإنتاج، خشية الإضرار بصورة العلامة التجارية.

كما ادعت بعض الفيديوهات أن تكلفة إنتاج بعض الحقائب التي تُباع بمبالغ تتجاوز الآلاف من الدولارات، لا تتعدى 50 دولارًا فقط في تلك المصانع.

سخرية وترويج مضاد

وتحوّل تيك توك إلى منصة للسخرية والهجوم على المصانع والعمال الأميركيين، حيث نشر تجار صينيون صغار مقاطع فيديو دعائية يحثّون فيها المستهلكين الأميركيين على الشراء “مباشرة من المصنع” في الصين، بأسعار أقل بكثير مما تفرضه العلامات العالمية.

بل إن بعض المستخدمين زعموا أن علامات تجارية شهيرة مثل Lululemon تنتج ملابسها في الصين بكلفة لا تتجاوز 6 دولارات، وتبيعها في الأسواق الأميركية بأكثر من 100 دولار للقطعة الواحدة.

https://www.tiktok.com/@ai.rtisticvision/video/7493118281344109846?is_from_webapp=1&sender_device=pc

رقابة وتعتيم رقمي

تزامن هذا التفاعل على السوشيال ميديا مع موجة من الرقابة المشددة فرضتها السلطات الصينية على المنصات المحلية، مثل وي تشات وويبو، حيث جرى حجب الوسوم المتعلقة بـ”الرسوم الجمركية” و”104″، كما حُذفت منشورات تنتقد السياسة الأميركية أو تتناول تأثير الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة الرئيس الأميركي على الواردات الصينية.

وتشير التقارير إلى أن هذا التصعيد الرقمي جاء عقب إعلان واشنطن الأسبوع الماضي رفع الرسوم الجمركية على البضائع الصينية إلى 145%، وهو ما دفع بكين إلى الرد عبر زيادة الرسوم المقابلة من 85% إلى 125%.

“مصنع العالم” في مرآة الأزمات

رغم الحجب الرسمي، فقد تصدرت المنشورات المعادية للسياسات الأميركية قوائم الأكثر تداولًا على “وي تشات” و”ويبو”، ما يعكس الغضب الشعبي الصيني والاحتقان المتزايد في الشارع الرقمي.

ويبدو أن الصين تحاول، عبر هذه الحملة غير المباشرة، استثمار قوتها الإنتاجية في إعادة صياغة الرواية حول “من يصنع ماذا؟”، مسلطة الضوء على موقعها كمركز تصنيع عالمي ووجهة لا غنى عنها حتى بالنسبة لأفخم العلامات التجارية.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى