كيف أنقذت بيبسي نفسها من كارثة المحاقن؟

شارك المقال اذا اعجبك

في يونيو عام 1993، عُثر على محقنة داخل علبة بيبسي في مدينة تاكوما بولاية واشنطن، على يد زوجين مسنين. وما لبثت أن تكررت الحادثة، حتى وصلت التقارير إلى 49 حالة مماثلة في 23 ولاية أمريكية خلال أيام معدودة.
وسائل الإعلام تناقلت الأخبار بسرعة، والمستهلكون أصيبوا بحالة هلع، مما دفع المتاجر الكبرى لسحب منتجات بيبسي من رفوفها، وتراجعت المبيعات بشكل حاد بخسارة تُقدَّر بـ15 مليون دولار خلال أسبوع واحد فقط.

قرار صادم من الرئيس التنفيذي: لا اعتذار.. ولا سحب للمنتج

بينما كان الجميع يتوقع من الشركة أن تسحب منتجاتها من الأسواق وتعتذر علنًا، اتخذ الرئيس التنفيذي كريغ ويذروب قرارًا مغايرًا تمامًا.
رفض الاعتراف بوجود مشكلة في التصنيع، وأعلن أن كل البلاغات ما هي إلا خدعة مفتعلة. ظهر على شاشات التلفاز متحديًا وسائل الإعلام، ومؤكدًا على ثقة الشركة في إجراءاتها التصنيعية المحكمة.

إثبات البراءة: الكاميرات كشفت الحقيقة

في وقت كانت فيه الصحافة غاضبة والرأي العام متوترًا، دعمت بيبسي موقفها بدليل قاطع.
كاميرات المراقبة في مدينة أورورا، كولورادو، التقطت سيدة تُدعى جيل ليفين وهي تُدخل محقنة في علبة بيبسي قبل أن “تدعي” اكتشافها لاحقًا.
الفيديو الذي بث على نطاق واسع شاهده أكثر من 95 مليون شخص، وكان نقطة التحول في سردية الأزمة.

حملة علاقات عامة هي الأعنف في تاريخ الشركات

أطلقت بيبسي حملة إعلامية ضخمة خلال خمسة أيام فقط، تضمنت أكثر من 2,000 مقابلة إعلامية.
استضافت بثًا مباشرًا من داخل مصانعها لعرض آلية التصنيع المحكمة، وكشفت كيف أن أنظمة السلامة فيها تمنع أي تلاعب بالمنتج، بمعدل إغلاق يبلغ 1,200 علبة في الدقيقة، وحساسات دقيقة تكتشف أي خلل في الوزن.

نتائج التحقيقات: بلاغات كاذبة واعتقالات

تحقيقات إدارة الغذاء والدواء الأمريكية ومكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) كشفت حقائق صادمة:

  • بعض المحاقن كانت أكبر من فتحة العلبة.

  • تواريخ الإنتاج لم تتطابق مع مزاعم البلاغات.

  • لم يتم العثور على أي حالة عبث حقيقية.

في نهاية المطاف، تم اعتقال أكثر من 20 شخصًا بسبب تقديم بلاغات كاذبة، وانهارت كل الروايات المضللة.

غرفة الحرب.. خطة الإنقاذ التي لا تُنسى

أنشأت بيبسي غرفة حرب متكاملة لإدارة الأزمة، تضمنت:

  • فريق استجابة فورية.

  • مركز قيادة يعمل على مدار الساعة.

  • تحديثات يومية موجهة لـ600 مكتب حول البلاد.

وكانت النتيجة مذهلة: خلال أسبوعين فقط، قفزت مبيعات “دايت بيبسي” من 15.3 مليون إلى 22.4 مليون علبة.

  درس بيبسي: لا تتنازل عن الحقيقة حين تكون واثقًا منها

أثبتت الأزمة أن الثقة ليست مجرد شعار، بل درع يحمي سمعة الشركات.
في عالم اليوم، حيث تنتشر الشائعات كالنار في الهشيم، يصبح التحكم في الرواية الإعلام

ية ضرورة للبقاء، لا مجرد خيار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى