ضرائب ترامب تفجّر أزمة عالمية في صناعة السيارات وزيادة مرتقبة في الأسعار
قرارات جمركية مفاجئة تهز أسواق السيارات

شهدت صناعة السيارات العالمية اضطرابًا واسعًا بعد قرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بفرض ضرائب جمركية جديدة على واردات السيارات وقطع الغيار. هذه الرسوم، التي تبدأ من 10% وتصل إلى 25% على بعض الدول، أثارت موجة من ردود الفعل الدولية والتجارية، ودفعت كبرى شركات السيارات إلى اتخاذ قرارات حاسمة.
ضرائب متفاوتة تفرض واقعًا اقتصاديًا جديدًا
شمل القرار فرض ضريبة بنسبة 25% على السيارات المستوردة وقطع الغيار بشكل عام، إلى جانب نسب مخصصة لبعض الدول: الصين بـ34%، الاتحاد الأوروبي بـ20%، اليابان بـ24%، وكوريا الجنوبية بـ25%. هذه النسب المرتفعة وضعت ضغوطًا مباشرة على الشركات العاملة في السوق الأمريكي.
شركات عالمية توقف الإنتاج وتُعلّق الشحن
تداعيات الضرائب الجديدة لم تتأخر، إذ أعلنت جاكوار ولاند روفر عن إيقاف تام لشحن سياراتها نحو السوق الأمريكي بشكل مؤقت. كما رفعت مرسيدس وفولكس فاجن أسعار سياراتهما داخل الولايات المتحدة استجابة للزيادات الجمركية، بينما أوقفت نيسان الطلبات على سيارات إنفينيتي QX50 وQX55 المنتجة في المكسيك.
استراتيجيات مختلفة للتأقلم مع الأزمة
وفي تحرك لافت، قررت شركة ستيلانتس إيقاف العمل في مصانعها الخاصة بموديلات دودج وجيب في كندا والمكسيك، معلنة تسريح آلاف العمال. أما هيونداي فقد اختارت مسارًا مختلفًا، وأعلنت أنها لن ترفع الأسعار على المستهلك، بل ستزيد من استثماراتها في السوق الأمريكي.
ردود فعل دولية تعمق التوتر التجاري
الصين كانت من أولى الدول التي ردت على القرار، بفرض رسوم جمركية بنسبة 34% على السيارات الأمريكية، في خطوة وُصفت بالانتقامية. كما لوّحت دول أخرى بخيارات تصعيدية، ما ينبئ بمزيد من التوتر في العلاقات التجارية الدولية، وتأثيرات متسارعة على حركة الأسواق.
ارتفاع الأسعار يهدد الطلب العالمي
تُعد أبرز المخاوف الآن هي زيادة أسعار السيارات في الأسواق العالمية، وهو ما قد يؤدي إلى تراجع في الطلب وانخفاض كبير في مبيعات الشركات، وهو ما أثار قلق الشركات المصنعة التي بدأت بالفعل في مراجعة خططها الاستراتيجية لمواجهة آثار هذه السياسات.
بين معارضة الشركات ودعم النقابات
ورغم الاعتراضات الكبيرة من قبل شركات السيارات على هذه القرارات، فإن بعض النقابات العمالية الأمريكية عبّرت عن دعمها الكامل لهذه الضرائب، معتبرة إياها فرصة لتعزيز التصنيع المحلي وزيادة الوظائف في قطاع السيارات داخل الولايات المتحدة.
اضطراب متزايد في مستقبل صناعة السيارات
ما يحدث حاليًا يضع مستقبل صناعة السيارات على مفترق طرق، إذ بات على الشركات التكيف السريع مع واقع جديد يفرض ضرائب مرتفعة وتحديات لوجستية وتسويقية. وتبقى النتائج الحقيقية لهذه الأزمة رهينة بالأسابيع والأشهر المقبلة، في ظل ترقّب عالمي لمسار الأحداث التجارية والسياسية.