تمكين المرأة السعودية في سوق العمل يحقق قفزات نوعية ضمن رؤية 2030

تشهد المملكة العربية السعودية تطورًا ملحوظًا في مشاركة المرأة بسوق العمل، وذلك في إطار تحقيق مستهدفات رؤية 2030 الرامية إلى تمكين المرأة وتعزيز دورها في التنمية الوطنية. ويمثل هذا النمو انعكاسًا لجهود الحكومة، لا سيما وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، في تطوير الأنظمة الداعمة وتهيئة بيئات عمل أكثر مرونة واستدامة.
إصلاحات تدعم مشاركة المرأة في سوق العمل
حرصت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية على تنفيذ استراتيجيات فعالة لتعزيز حضور المرأة في سوق العمل، حيث طورت الأنظمة واللوائح لتواكب احتياجاتها، إلى جانب توفير بيئات عمل مناسبة تضمن استمراريتها في مختلف القطاعات.
مبادرات تدريب وتأهيل لتعزيز دور المرأة الاقتصادي
سعت الوزارة إلى زيادة تأهيل المرأة من خلال برامج تدريبية متخصصة تهدف إلى رفع كفاءتها المهنية، مما يساهم في سد الفجوة بين متطلبات سوق العمل والمهارات المكتسبة. كما أطلقت مبادرات لمعالجة التحديات التي قد تواجهها المرأة العاملة، إلى جانب تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية دورها في التنمية الوطنية.
تعديلات تشريعية تدعم التوازن بين العمل والحياة الأسرية
في خطوة لدعم استقرار المرأة العاملة، قامت الوزارة بزيادة مدة إجازة الأمومة إلى 12 أسبوعًا مدفوعة الأجر، كما اعتمدت أنماط عمل مرنة تشمل العمل الحر والعمل عن بعد، مما يتيح للمرأة خيارات أوسع تتناسب مع مسؤولياتها الاجتماعية، وتعزز استمرارها في سوق العمل دون التأثير على جودة حياتها.
نجاح مبادرة التدريب الموازي وتوسيع خدمات دعم الأمهات
شهدت مبادرة التدريب الموازي نجاحًا كبيرًا، حيث استفادت منها أكثر من 122,000 باحثة عن عمل، مما ساهم في تعزيز مهاراتهن واستدامة وظائفهن في القطاع الخاص. كما تم تطوير منظومة متكاملة لدعم الأمهات العاملات عبر منصات متخصصة توفر خدمات رعاية الأطفال، مما يعزز استقرارهن الوظيفي وإنتاجيتهن.
قفزة نوعية في معدلات مشاركة المرأة في سوق العمل
انعكس هذا التمكين على أرقام سوق العمل، حيث ارتفعت نسبة مشاركة المرأة الاقتصادية من 21.2٪ في عام 2017 إلى 35.4٪ بنهاية الربع الثالث من 2024، في حين سجل معدل المشاركة الاقتصادية للإناث فوق سن 15 عامًا ارتفاعًا إلى 36.2٪. كما شهدت المناصب الإدارية العليا والمتوسطة زيادة في نسبة تمثيل النساء من 28.6٪ في 2017 إلى 43.8٪ في 2024.
تمكين المرأة ركيزة أساسية في التنمية الوطنية
يؤكد هذا التقدم الكبير على الدور المتنامي للمرأة في دعم الاقتصاد الوطني وتعزيز تنافسية سوق العمل السعودي عالميًا، مما يسهم في تحقيق رؤية 2030، ودفع عجلة التنمية المستدامة، وترسيخ مكانة المملكة ضمن الاقتصادات الرائدة.