من موائد الإفطار إلى صلاة التراويح.. كيف يعيش السعوديون أجواء رمضان الفريدة؟

مع دخول شهر رمضان المبارك، تتجلى في المملكة العربية السعودية أجواء روحانية فريدة، حيث تعم الفرحة أرجاء البلاد، وتبدأ العائلات بالاستعداد لهذا الشهر الفضيل الذي يحمل معه الخير والبركة. المساجد تتزين، والبيوت تزدحم بالأهل والأصدقاء، فيما تعود العادات الرمضانية العريقة التي توارثها السعوديون جيلًا بعد جيل.
الإفطار على التمر والماء.. سنة نبوية متجذرة في العادات
يحرص السعوديون على بدء إفطارهم بالتمر والماء، اتباعًا لسنة النبي ﷺ، وهي عادة أصيلة تمتد جذورها في مختلف مناطق المملكة. وتجتمع العائلات حول موائد الإفطار التي تكتسي بأشهى الأطباق الرمضانية التقليدية، مثل الشوربة، السمبوسة، واللقيمات، إلى جانب العصائر الرمضانية، وأشهرها الفيمتو، الذي يُعد جزءًا لا يتجزأ من سفرة الإفطار في كثير من المنازل السعودية.
التراويح في الحرمين الشريفين.. روحانية تبعث السكينة
بعد الإفطار، يتوجه الكثيرون إلى المساجد لأداء صلاة التراويح، حيث يعيش الحرمان الشريفان في مكة المكرمة والمدينة المنورة أجواءً روحانية استثنائية وسط أعداد هائلة من المصلين. ومع دخول العشر الأواخر من رمضان، تمتد صلوات القيام حتى ساعات الفجر، ما يعكس ارتباط السعوديين الوثيق بالعبادة خلال هذا الشهر المبارك، في مشهد يفيض بالإيمان والتلاحم الروحي.
المجالس الرمضانية.. تجمعات تعزز صلة الرحم والتواصل الاجتماعي
تشكل المجالس الرمضانية جزءًا أساسيًا من العادات السعودية خلال الشهر الفضيل، حيث يجتمع الأهل والأصدقاء بعد صلاة التراويح في أجواء دافئة تسودها الألفة والمحبة. تُقدَّم في هذه المجالس أشهى الحلويات الرمضانية، مثل الكنافة والتمور، إلى جانب الشاي والقهوة السعودية التي تضفي طابعًا خاصًا على هذه اللقاءات. كما تنتشر الاجتماعات العائلية الرمضانية، وهي ولائم تستمر حتى أوقات السحور، مما يعكس الكرم السعودي الأصيل ويعزز الروابط بين أفراد المجتمع.
السحور في السعودية.. بين الأطباق التقليدية والخيارات الدسمة
يحرص السعوديون على تناول وجبة السحور بعناية، لاختيار أطعمة تمنحهم الطاقة وتساعدهم على تحمل الصيام لساعات طويلة. تتنوع موائد السحور في المملكة بين الأطباق الدسمة مثل الكبسة، الجريش، والمكرونة، وبين الأطباق التراثية كالعريكة والمعصوب. وتظل هذه العادات متجذرة في المجتمع السعودي، محافظةً على الطابع التراثي لوجبات السحور خلال الشهر الفضيل.
العمل الخيري في رمضان.. روح العطاء تملأ المملكة
لا يقتصر رمضان في السعودية على الصيام والعبادة، بل يمتد ليكون شهرًا زاخرًا بالعطاء والتكافل الاجتماعي، حيث تنظم الجمعيات الخيرية موائد إفطار الصائمين في المساجد والساحات العامة، ويشارك الشباب في توزيع وجبات الإفطار على الطرقات للمسافرين والعاملين. هذه المشاهد تعكس روح التعاون والتراحم التي يتحلى بها المجتمع السعودي، وتجسد قيم التكافل التي يتمسك بها أبناء المملكة خلال هذا الشهر الكريم.