“هل العالم جاهز لمواجهة الجائحة المقبلة؟ خطوات وتحذيرات بعد كوفيد-19”
التحدي المستمر: هل تعلمنا من كوفيد-19؟
بعد مرور خمس سنوات على تفشي جائحة كوفيد-19 التي أودت بحياة الملايين وعصفت بالاقتصاد العالمي، يرى خبراء الصحة أن العالم رغم اتخاذه بعض الخطوات الإيجابية، لا يزال يفتقر للجاهزية الكاملة لمواجهة جائحة جديدة. المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، صرح بأن نقاط الضعف لا تزال قائمة، محذرًا من أن تكرار أزمة مشابهة سيكشف تحديات كبيرة لم يتم تجاوزها حتى الآن.
خطوات ملموسة لكنها غير كافية
رغم هذه التحذيرات، أشار غيبرييسوس إلى أن الدروس المستخلصة من جائحة كوفيد-19 ساهمت في تعزيز بعض الدفاعات العالمية. وتم افتتاح مراكز جديدة، مثل مركز الوقاية من الأوبئة التابع لمنظمة الصحة العالمية في برلين عام 2021، بالإضافة إلى إطلاق صندوق مكافحة الأوبئة بالبنك الدولي بتمويل يصل إلى 885 مليون دولار لدعم مشاريع في 75 دولة.
وفي خطوة تهدف لتعزيز الابتكار الطبي، تم إنشاء مركز لنقل تكنولوجيا تطوير لقاحات الحمض النووي الريبي في جنوب إفريقيا عام 2023، ومركز تدريب عالمي للتصنيع الحيوي في كوريا الجنوبية.
نقاط الضعف في مواجهة الأوبئة المستقبلية
على الرغم من هذه المبادرات، يؤكد فريق الخبراء المستقل المعني بالتأهب للأوبئة أن العالم سيظل غير مستعد بحلول عام 2025 لمواجهة تهديد وبائي جديد. ويرجع ذلك إلى انعدام المساواة في الحصول على الأدوات اللازمة، مثل اللقاحات والعلاجات، وضعف التعاون الدولي.
عالمة الفيروسات الهولندية، ماريون كوبمانز، أشارت إلى أن سرعة تطوير لقاحات الحمض النووي الريبي المرسال قد تغير قواعد اللعبة في الأزمات الصحية المستقبلية. لكنها حذرت من أن المعلومات المضللة قد تعرقل الاستجابة الفعالة.
الأوبئة القادمة: احتمالات وتحذيرات
علماء الأوبئة لا يستبعدون احتمال انتشار جائحة جديدة، مثل إنفلونزا الطيور H5N1، والذي ينتقل حاليًا بين الحيوانات على نطاق واسع. عالم الفيروسات توم بيكوك من جامعة إمبريال كوليدج في لندن دعا إلى أخذ هذا الاحتمال على محمل الجد.
التعاون الدولي والمعاهدات الجديدة
لتجنب الأخطاء السابقة، اتفقت الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية عام 2021 على صياغة اتفاقية جديدة لتعزيز التعاون الدولي في الوقاية من الأوبئة. ورغم ذلك، لا تزال أسئلة عديدة دون إجابات، بما في ذلك كيفية تبادل البيانات حول مسببات الأمراض والفوائد الناتجة عنها.
وحددت منظمة الصحة العالمية عام 2025 كموعد نهائي للتوصل إلى توافق بشأن هذه القضايا، في محاولة لتأمين استجابة أسرع وأكثر فاعلية مستقبلاً.
مسببات أمراض تحت المراقبة
قام أكثر من 200 عالم بتقييم بيانات تتعلق بـ1652 مسببا للأمراض، مما ساعد منظمة الصحة العالمية على وضع قائمة تشمل 30 مسببا قد يؤدي إلى أوبئة مستقبلية، من بينها كوفيد-19، حمى لاسا، فيروس إيبولا، زيكا، وماربورغ.