هل يدرك مريض الخرف مرضه؟.. رحلة بين الإدراك والنسيان
ما هو الخرف؟ الأسباب والأعراض الأكثر شيوعًا
يُعد الخرف أحد الحالات الصحية التي تتجاوز مجرد فقدان الذاكرة، إذ يؤثر تدريجيًا على قدرة المريض على التفكير بوضوح، تذكر الأحداث، والتفاعل مع البيئة المحيطة. الخرف ليس مرضًا واحدًا بل مجموعة أعراض ناتجة عن أمراض مختلفة تصيب الدماغ، أبرزها:
- ألزهايمر: السبب الأكثر شيوعًا للخرف، يتميز بتقلص خلايا الدماغ وتدهور وظائفها، مما يؤدي إلى ضعف الذاكرة والقدرات الاجتماعية.
- الخرف الوعائي: ينتج عن ضعف تدفق الدم والأوكسجين إلى الدماغ، مما يسبب صعوبة في التركيز واتخاذ القرارات.
- خرف أجسام ليوي: يؤدي إلى تدهور القدرات الذهنية والهلاوس البصرية مع تغيّرات في الانتباه.
لماذا لا يعرف بعض مرضى الخرف حالتهم؟
إحدى الظواهر المعروفة في مرض الخرف هي “أناسوغنشيا” (Anosognosia)، وهي حالة يفقد فيها الشخص المصاب القدرة على إدراك مشكلته الصحية.
إدراك المرض في المراحل المبكرة: بين الحزن والإحباط
في المراحل الأولى من المرض، يدرك المريض أحيانًا التغيرات التي تطرأ عليه، مثل صعوبة تذكر الأسماء أو متابعة المحادثات. هذا الإدراك قد يسبب مشاعر الحزن والقلق، وقد يؤدي إلى الاكتئاب نتيجة الخوف من المستقبل أو الشعور بالإحراج.
فقدان الوعي بالحالة في المراحل المتأخرة: راحة أم تحدٍ؟
مع تقدم المرض، يفقد المريض تمامًا قدرته على إدراك مشكلته بسبب تدهور المناطق المسؤولة عن البصيرة في الدماغ. ورغم أن هذا الأمر قد يكون محزنًا للعائلة ومقدمي الرعاية، إلا أنه قد يجلب للمريض راحةً نفسية تحميه من القلق والحزن المرتبطين بفهم تدهور حالته.
دور العائلة ومقدمي الرعاية في مواجهة الخرف
عدم إدراك المريض لحالته يمثل تحديًا كبيرًا للعائلة، إذ قد يرفض المريض المساعدة رغم حاجته الواضحة لها. هنا يكمن دور مقدمي الرعاية في إيجاد طرق فعّالة لدعمه مع الحفاظ على شعوره بالاستقلالية والكرامة.
أهمية كرامة المريض وجودة الحياة في إدارة الخرف
زيادة وعي المريض بحالته ليست دائمًا الخيار الأفضل، إذ قد تؤدي إلى زيادة القلق والخوف. بدلاً من ذلك، يجب أن تركز الرعاية على ضمان راحته النفسية، الحفاظ على كرامته، وتحسين جودة حياته، بغض النظر عن مرحلة المرض.