بلومبيرغ تشيد برؤية ولي العهد .. استثمارات نوعية وتحولات كبرى نحو الاقتصاد العالمي
الأمير محمد بن سلمان: رؤية طموحة ونقلة نوعية
منذ توليه منصب ولاية العهد، تمكن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان من جذب اهتمام عالمي برؤيته المستقبلية التي أحدثت تغييرًا ملحوظًا في مسار التنمية الشاملة للمملكة. تأتي هذه الرؤية الطموحة بمثابة نقلة نوعية، حيث ساهمت في تعزيز مكانة المملكة إقليميًا ودوليًا، إضافة إلى ترسيخ بنية اقتصادية قوية تسعى لتحقيق التنمية المستدامة.
مقارنة بلومبيرغ بين الأمير محمد بن سلمان ودينغ شياو بينغ
في مقال لصحيفة بلومبيرغ، سلطت الكاتبة شولي رين الضوء على ما وصفته “بالنهج الإصلاحي الطموح” للأمير محمد بن سلمان، مشيرة إلى تشابه رؤيته الإصلاحية مع القائد الصيني دينغ شياو بينغ، الذي يُعرف بمكانته “كمهندس الإصلاح الصيني.” جاءت هذه المقارنة على لسان الملياردير راي داليو خلال مؤتمر “دافوس الصحراء” في الرياض، الذي أبدى إعجابه بالتطورات الاقتصادية للمملكة، مشيرًا إلى أن ما حققه ولي العهد يتشابه مع نهضة الاقتصادات الحديثة في الصين وسنغافورة.
صندوق الاستثمارات العامة: ريادة عالمية واستحواذات نوعية
استطاع صندوق الاستثمارات العامة في المملكة، بقيادة الأمير محمد بن سلمان، أن يصبح رائدًا في الساحة الاستثمارية العالمية. وفي فترة وجيزة، جعل الأمير محمد بن سلمان الصندوق، الذي تبلغ قيمته 930 مليار دولار، لاعبًا أساسيًا في الأسواق الدولية. في عام 2023، أصبح الصندوق الأكثر نشاطًا عالميًا في زيادة رأس المال، متفوقًا بذلك على صندوق الثروة السيادية السنغافوري، معتمدًا على استثمارات نوعية شملت شراء حصة كبيرة في سلسلة متاجر “سيلفريدجز” البريطانية واستثمار ملياري دولار في شركة الحواسيب الصينية “لينوفو”.
تعزيز الاقتصاد المحلي: استثمارات تخلق فرصًا للشباب السعودي
أفادت بلومبيرغ أن رؤية الأمير محمد بن سلمان تشجع على توطين الاستثمارات ودعم الاقتصاد المحلي، مما يجذب الشركات العالمية للاستثمار في المملكة. فعلى سبيل المثال، تخطط شركة “لينوفو” الصينية لإنشاء منشأة تصنيع ومقر إقليمي في السعودية، ما سيوفر حوالي 15 ألف فرصة عمل للشباب السعودي، مشيرًا إلى أن ولي العهد السعودي يمتلك توجهًا حازمًا لتطوير البنية التحتية الاقتصادية المحلية.
توجيه استثمارات الصندوق نحو الداخل: خطة طموحة للسنوات القادمة
نقل مقال بلومبيرغ عن محافظ صندوق الاستثمارات العامة أن الصندوق سيركز خلال الفترة المقبلة على الاقتصاد المحلي، مع خطة لخفض الاستثمارات الخارجية من 30% إلى 18%. يأتي هذا التحول ضمن استراتيجية تهدف لتوجيه رؤوس الأموال نحو القطاعات المحلية وتعزيز الاقتصاد الوطني. ضمن هذه الخطة، أطلق الصندوق مبادرة استثمارية جديدة بقيمة مليار دولار مع هونغ كونغ لدعم الشركات الصينية الراغبة في الاستثمار داخل المملكة.
مشاريع كبرى ورؤية طموحة للمستقبل
على الرغم من أن التحول نحو الاستثمار المحلي قد لا يلائم استراتيجيات بعض المستثمرين التقليديين في وول ستريت، تواصل السعودية السير بثقة في مسارها الاستثماري الطموح لتحقيق رؤية 2030. وتُعتبر مدينة “نيوم” مثالاً بارزًا على هذه الرؤية، فهي مشروع تقني عملاق على ساحل البحر الأحمر، يجسد التزام السعودية بتطوير المدن الذكية وتقنيات المستقبل، ليصبح علامة فارقة ضمن مسيرة المملكة الاقتصادية وتطلعاتها التنموية.