كيف تؤثر وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة العقلية؟ خبير يكشف العلاقة والتحديات

أهمية بناء التطبيقات الرقمية لتعزيز الاقتصاد السعودي

شارك المقال اذا اعجبك

في عصر التحول الرقمي المتسارع، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا أساسيًا من حياتنا اليومية، إلا أن تأثيرها على الصحة العقلية بدأ يثير القلق. يؤكد الدكتور عبدالرحمن المطرف، أستاذ تقنية المعلومات بجامعة الملك سعود، أن الاستخدام المفرط لوسائل التواصل يمكن أن يؤدي إلى مشكلات نفسية، خاصة بين فئة الشباب. في هذا السياق، يشير إلى أهمية تطوير محتوى رقمي يساهم في سد الفجوة الرقمية وتحقيق نمو اقتصادي مستدام.

تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة العقلية

وسائل التواصل الاجتماعي، رغم أنها تربط ملايين المستخدمين حول العالم، تحمل في طياتها تحديات كبيرة تتعلق بالصحة العقلية. يوضح الدكتور المطرف أن خوارزميات هذه المنصات تدفع المستخدمين إلى قضاء ساعات طويلة في استهلاك المحتوى، مما قد يؤدي إلى القلق والتوتر. ويعرف هذا النوع من الاعتماد بـ”إدمان البقاء”، حيث تصمم المنصات لجذب المستخدمين وجعلهم نشطين لفترات طويلة، مما يزيد من التوتر العقلي.

ضرورة تطوير المحتوى الرقمي العربي

يشير المطرف إلى أن هناك حاجة ملحة لإنشاء برامج أكاديمية متخصصة في تطوير التطبيقات وصناعة المحتوى الرقمي في الجامعات السعودية. مثل هذه البرامج ستسهم في زيادة المحتوى العربي الرقمي على الإنترنت، بالإضافة إلى تعزيز قدرات الشباب السعودي في هذا المجال الحيوي. ويؤكد على أن بناء محتوى رقمي إبداعي يتماشى مع القيم العربية والإسلامية سيكون له دور كبير في دفع الاقتصاد الرقمي إلى الأمام.

الاقتصاد الرقمي ودوره في التنمية

تعتبر صناعة التطبيقات والمحتوى الرقمي من أهم محركات الاقتصاد الرقمي العالمي. ويشير الدكتور المطرف إلى أن السعودية تمتلك المقومات لتصبح محورًا عالميًا في هذا المجال، حيث يمكن أن توفر هذه الصناعة عائدات مالية كبيرة من خلال الإعلانات الرقمية والشراكات العالمية. كما أن تطوير الكوادر المحلية في هذا المجال سيساهم في خلق فرص عمل جديدة للشباب السعودي، مما يعزز مكانة السعودية كقوة اقتصادية في العالم الرقمي.

خوارزميات التواصل الاجتماعي وتأثيرها

تستخدم منصات مثل “تيك توك” و”فيسبوك” خوارزميات متطورة لتحليل بيانات المستخدمين وتقديم المحتوى المناسب لكل فرد. إلا أن “تيك توك” يعتمد بشكل أكبر على الاهتمامات اللحظية، مما يزيد من احتمالات الإدمان الرقمي. من ناحية أخرى، تركز “فيسبوك” على تعزيز العلاقات الاجتماعية، ولكن كلا المنصتين تستخدم البيانات لتحقيق عائدات مالية من خلال الإعلانات، مما يشكل تحديًا يتعلق بالخصوصية وزيادة الضغط النفسي على المستخدمين.

دعم الاقتصاد الرقمي السعودي

من خلال تطوير جيل من المتخصصين في صناعة المحتوى الرقمي، يمكن للسعودية أن تصبح لاعبًا رئيسيًا في الاقتصاد الرقمي العالمي. يمتلك البلد بنية تحتية رقمية متطورة ورؤية طموحة لقيادة هذا المجال. يؤكد المطرف أن دعم هذا التوجه من خلال الاستثمار في التعليم الرقمي وتطوير المناهج الأكاديمية سيكون له تأثير إيجابي على الاقتصاد الوطني.

التوازن بين التكنولوجيا والقيم

في خضم التحول الرقمي الكبير، تبقى التحديات المتعلقة بالصحة العقلية واستهلاك المحتوى الرقمي قائمة. ومع ذلك، تستطيع السعودية قيادة هذا التحول بشكل إيجابي من خلال دعم المبادرات الرقمية وبناء محتوى يعكس قيمها الثقافية، مما يضمن حماية المستخدمين ودفع عجلة الاقتصاد الرقمي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى