شراكة نووية سعودية أمريكية وتوسّع في التعدين يعززان موقع المملكة في اقتصاد الطاقة المتقدمة

تواصل المملكة العربية السعودية تطوير منظومة طاقة متقدمة ترتكز على الابتكار والتقنيات الحديثة، ضمن رؤية وطنية طموحة تضع الاستدامة والموارد البشرية في صميم التنمية. وتُعد الشراكة السعودية–الأمريكية في مجال الاستخدام السلمي للطاقة النووية إحدى أبرز الخطوات الاستراتيجية نحو تحقيق هذا التحول الشامل.
مشروع نووي يغيّر معادلة الطاقة
تمثل الشراكة في الطاقة النووية المدنية مع الولايات المتحدة نقلة نوعية في مزيج الطاقة الوطني، من خلال إتاحة إنتاج طاقة منخفضة الانبعاثات تسهم في تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، وتلبية الطلب المتزايد على الطاقة الناتج عن التوسع العمراني والمشروعات الكبرى كـ”نيوم” و”القدية” و”البحر الأحمر”. كما تتيح التقنيات الأمريكية الحديثة مستويات عالية من السلامة والكفاءة، وتفتح المجال للتعاون العلمي والتقني في قطاع نووي ناشئ وواعد.
تمكين الكفاءات الوطنية وخلق وظائف متخصصة
يمتد أثر هذا التعاون إلى تطوير رأس المال البشري الوطني، عبر توفير فرص وظيفية نوعية في مجالات مثل هندسة المفاعلات، والأمن السيبراني النووي، وإدارة النفايات، إلى جانب برامج ابتعاث وتدريب بالشراكة مع الجامعات والمراكز البحثية الأمريكية، بما يدعم بناء كوادر متخصصة في قطاعات المستقبل.
التعدين محور استراتيجي للنمو الاقتصادي
بالتوازي، تمضي المملكة في تعزيز قطاع التعدين عبر تأمين سلاسل إمداد للمعادن النادرة واليورانيوم، وهي مواد تدخل في الصناعات الدقيقة مثل الاتصالات والبطاريات والدفاع. ويأتي هذا التوسع ضمن مستهدفات رؤية السعودية 2030 التي تضع التعدين كركيزة ثالثة للاقتصاد بعد النفط والبتروكيماويات.
منجم جبل صايد ثروة وطنية واعدة
يُعد منجم جبل صايد من أبرز اكتشافات المملكة في قطاع المعادن النادرة، ويُصنَّف رابع أكبر منجم عالميًا من حيث القيمة التقديرية للثروات المعدنية، ما يجعله عنصرًا رئيسيًا في تطوير سلاسل إمداد استراتيجية للصناعات المتقدمة.
السعودية مركز عالمي للطاقة والمعادن المتقدمة
من خلال هذه الجهود، تتجه المملكة لترسيخ مكانتها كمركز عالمي للطاقة المتقدمة والمعادن الاستراتيجية، حيث يعزز تكامل الطاقة النووية والتعدين موقع السعودية في خريطة الصناعات المستقبلية، ويفتح أمامها آفاقًا جديدة في سوق عالمي يتنافس على التقنية والموارد الحيوية.
رؤية تتحقق بخطى واثقة
وتؤكد الشراكة النووية مع أمريكا، إلى جانب تطوير قطاع التعدين، التزام المملكة ببناء اقتصاد مستدام قائم على الابتكار وتنويع مصادر الدخل، مع تمكين المواطن وتعزيز قدراته في قطاعات المستقبل. وبينما تستثمر المملكة مواردها الطبيعية والبشرية، تمضي بخطى واثقة نحو مرحلة جديدة من التنمية تستند إلى التكنولوجيا، وتستهدف الأمن الاقتصادي والطاقي للأجيال القادمة.


