غسل الأنف بالمحلول الملحي يقلّل مدة نزلات البرد… ودراسة ضخمة تكشف نتائج لافتة

شارك المقال اذا اعجبك

تبرز ممارسة صحية قديمة تعتمد على غسل الأنف بالمحلول الملحي بوصفها إحدى الوسائل الأكثر فعالية في التخفيف من أعراض أمراض الجهاز التنفسي، مدعومة بنتائج علمية حديثة تؤكد قدرتها على تقصير مدة نزلات البرد وتقليل الحاجة للأدوية.

وتوضح الطبيبة ماري جيه. سكوربوتاكوس، أخصائية طب الأسرة بجامعة أولد دومينيون، أن الكثير من المرضى يبدون تشككًا في البداية، ثم يعودون لاحقًا مؤكدين أن هذه الممارسة «غيّرت حياتهم»، بعدما لمسوا تحسنًا ملموسًا في التنفس وتخفيف الاحتقان.

آلية فعّالة لطرد الفيروسات وتقوية دفاعات الأنف

يعتمد الغسيل على طرد الفيروسات والمخاط ومسبّبات الحساسية من الممرات الأنفية، وخلق بيئة غير ملائمة لتكاثر الفيروسات بفضل الحموضة الطفيفة للمحلول الملحي. كما يساعد على استعادة كفاءة الأهداب الدقيقة المسؤولة عن تنظيف الأنف.
وتعود أصول التقنية إلى القرن الخامس عشر في الهند باستخدام «وعاء نيتي».

دراسات واسعة تدعم الفعالية

وأظهرت دراسة كبرى نُشرت في مجلة لانسيت عام 2024 — شملت أكثر من 11 ألف مشارك — أن غسل الأنف بالمحلول الملحي حتى ست مرات يوميًا عند ظهور أول أعراض البرد قصّر مدة المرض بنحو يومين.

كما بينت الدراسة انخفاض الحمل الفيروسي لمرضى كوفيد-19 بنسبة 8.9% خلال 16 ساعة فقط من بدء العلاج. وأظهر تحليل لعشر تجارب سريرية انخفاضًا بنسبة 62% في استخدام أدوية حساسية الأنف وتحسنًا واضحًا في أعراض الجيوب الأنفية المزمنة.

تقليل استخدام المضادات الحيوية

وتؤكد سكوربوتاكوس أن التقنية تُعد وسيلة مساعدة للحد من الإفراط في وصف المضادات الحيوية، حيث تُصرف سنويًا 10 ملايين وصفة دون داعٍ لعلاج التهابات فيروسية، إضافة إلى أن 4% من المرضى يحصلون على مضادات حيوية غير ضرورية.

طريقة الاستخدام الصحيحة

يُحضَّر المحلول بمزج نصف ملعقة صغيرة من الملح غير المعالج باليود مع كوب من الماء المقطر أو المغلي، ويُستخدم عند أول علامة للمرض من مرتين إلى ست مرات يوميًا. كما تتوفر حلول جاهزة في الصيدليات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى