لأول مرة عالميًا خمسة وأربعون نزيلًا يتخرجون بالماجستير من سجن المباحث ببريدة

في تجربة تُوصَف بأنها الأولى من نوعها على مستوى العالم، احتفت رئاسة أمن الدولة بالتعاون مع جامعة القصيم بتخريج 45 نزيلًا من سجن المباحث العامة ببريدة، بعد حصولهم على درجة الماجستير في أربعة تخصصات نوعية. وجاء هذا التخرج بعد حضور منتظم والتزام بمعايير أكاديمية مطابقة لما يقدَّم في الجامعات السعودية، ليُجسّد نموذجًا مختلفًا في إتاحة التعليم العالي للنزلاء.
بيئة تعليمية متكاملة تنعكس على النزلاء وأسرهم
شهد حفل التخرج مشاهد مؤثرة من الفخر والفرح بين النزلاء الخريجين وأسرهم، حيث عكست المناسبة نجاح تجربة التأهيل الأكاديمي التي وفرتها رئاسة أمن الدولة. وتمكن النزلاء من خلال بيئة تعليمية متكاملة من التحول إلى باحثين مطلعين ومتمكنين أكاديميًا، بما يعكس أثر هذه التجربة على مسارهم العلمي داخل السجن.
شراكة نوعية بين جامعة القصيم ورئاسة أمن الدولة
أكد الدكتور فهد الأحمد، وكيل جامعة القصيم للشؤون التعليمية، أن الجامعة تفخر بهذه الشراكة النوعية مع رئاسة أمن الدولة. وأوضح أن تخريج دفعة الماجستير في تخصصات علم الاجتماع، والإدارة، والأنظمة، يعكس دور الجامعة في تنمية العقول بغض النظر عن الزمان والمكان، من خلال تقديم برامج دراسات عليا تلبي متطلبات التأهيل المعرفي للنزلاء.
قصص خريجين: طموح يتجاوز أسوار السجن
أعرب عدد من الخريجين عن فرحتهم الغامرة، مؤكدين أن التجربة رغم صعوبتها شكلت حافزًا نفسيًا ومعنويًا كبيرًا. وقال النزيل أنس يوسف: “هذه فرحتي الثانية مع جامعة القصيم.. واليوم أحمل الماجستير بكل فخر لي ولأسرتي”، فيما أشار زميله عبدالله الصقر إلى أن معدله تجاوز 4.80، مؤكدًا: “نحن أول دفعة ماجستير في السجون.. ونطمح لاحقًا للدكتوراه”.
إشادة بالطاقم الأكاديمي وتجربة تعليمية مماثلة لخارج السجون
أشاد الخريجون بجهود الطاقم الأكاديمي، مؤكدين أن البيئة داخل السجن كانت خصبة ومهيأة بالكامل، وأن القاعات الدراسية قدمت تجربة مماثلة لما هو متاح خارج السجون. وعكست هذه الشهادات رضا الخريجين عن مستوى التجربة التعليمية التي حظوا بها داخل سجن المباحث ببريدة.
فخر الأسر ونهج الدولة في الإصلاح والتأهيل
عبّر عدد من أولياء الأمور عن شكرهم للقيادة الرشيدة، مؤكدين أن هذه المبادرة تمنح الأسر الأمل، وتعكس نهج الدولة في إصلاح وتأهيل النزلاء علميًا وسلوكيًا. وقال سليمان الصقر، والد أحد الخريجين: “ما تقدمه الدولة للنزلاء يرفع الرأس”، فيما قال باسل المنيعي، نجل أحد الخريجين: “مشاعر الفخر لا توصف”، في تعبير صريح عن أثر هذه المبادرة في نفوس الأسر.
نموذج عالمي يجسد رؤية المملكة في بناء الإنسان
من جهته، وصف الكاتب التربوي عبدالحميد بن جابر الحمادي هذه التجربة بأنها نموذج عالمي استثنائي، مؤكدًا لـ”سبق” أن تمكين النزلاء من الدراسات العليا يجسد رؤية المملكة في إعادة بناء فكر الإنسان وتأهيله لمستقبل أفضل، من خلال فتح آفاق التعليم العالي أمام النزلاء ضمن برامج منظمة وواضحة.




