إنجاز طبي عالمي لمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض باستخدام الجراحة الروبوتية

في إنجازٍ رائد في الجراحة الروبوتية على مستوى العالم، نجح مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض في استئصال ورم دماغي داخل تجويف الجمجمة باستخدام الروبوت الجراحي، لمريض يبلغ من العمر 68 عامًا، كان يُعاني من ورم سحائي بحجم يُقارب 4.5 سنتيمترات، تَسبب له في آلام متكررة وتراجع في التركيز.
وبفضل تنفيذ الجراحة بالروبوت، تمكن الفريق الطبي من تقليل الأثر الجراحي وتسريع تعافي المريض، حيث غادر المستشفى خلال أقل من أربعٍ وعشرين ساعة، وهو ما يُعد وقتًا قياسيًا في جراحات الدماغ، مما جعل هذه النتيجة مؤشرًا واضحًا على فعالية التدخل المحدود مقارنة بالجراحة التقليدية التي تمتد معها إقامة المريض من أربعة إلى سبعة أيام.
ووصف معالي الرئيس التنفيذي لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، الدكتور ماجد الفياض، الإنجاز بأنه يُجسد ثمرة لبيئة الابتكار التي أرستها رؤية السعودية 2030، وترسيخٌ لإسهام المملكة في تشكيل مستقبل الممارسات الطبية، انطلاقًا من رؤية تتمحور حول المريض وتضع تحسين جودة حياته في جوهر كل ما يتحقق من تطور وابتكار.
وخلال العملية، التي استغرقت نحو ثلاث ساعات، تمكن الفريق من استئصال الورم بالكامل بدقة عالية، مستخدمًا أذرعًا آلية متطورة تُدار عبر نظام بصري يُتيح رؤية مجسمة للأنسجة الدقيقة. وتمثل التحدي في التحكم داخل مساحة محدودة تحيط بها أعصاب وشرايين حيوية، ما استدعى تنسيقًا دقيقًا بين الجراح والملاحة العصبية لضمان سلامة المراكز الحساسة في الدماغ.
واستعاد المريض وعيه بعد ساعات قليلة من انتهاء العملية، وتمكن من تحريك أطرافه والتحدث بصورة طبيعية، في مؤشر على نجاح الإجراء في تقليل الأثر الجراحي وتسريع التعافي، مقارنة بالطرق التقليدية التي تستدعي بقاء أطول وإعادة تأهيل أوسع.
وأوضح استشاري جراحة المخ وأورام الدماغ، رئيس الفريق الطبي المنفذ للعملية، الدكتور حمود بن عبدالعزيز الدهش، أن التقنية الروبوتية تمتاز بإمكانات هائلة تتيح دقة متناهية وتحكمًا عاليًا أثناء الجراحة، مؤكدًا أن مغادرة المريض المستشفى في اليوم نفسه بكامل وعيه ودون مضاعفات تجسد ما تحققه هذه التقنية من نقلة نوعية في جراحة الأعصاب.
وسابقًا، كانت مثل هذه العمليات تُجرى باستخدام أدوات يدوية تحت المجهر الجراحي، وكانت دقة التنفيذ محدودة بعوامل بشرية وتقنية. أما اليوم، فقد أتاح نهج الجراحة الروبوتية سلاسةً أكبر في حركة الأدوات، والحد من ارتعاش اليد، ورؤية ثلاثية الأبعاد عالية الدقة، ما يضمن تشريحًا أدق واستئصالًا أكثر أمانًا للورم مع الحفاظ على سلامة الأنسجة العصبية المحيطة وتقليل احتمالية الخطأ.
ويأتي هذا الإنجاز ضمن سلسلة من النجاحات لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، التي عززت مكانته كمرجع عالمي في مجال الجراحة الروبوتية، حيث نجح في إجراء أول عملية زرع قلب طبيعي كاملة بالروبوت في العالم، كما أجرى أول عملية زراعة كبد بالروبوت عالميًا، ما يعكس التزام المستشفى بتقديم حلول طبية مبتكرة تواكب أحدث التطورات التقنية.
يُذكر أن مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث صُنّف الأول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والـ15 عالميًا ضمن قائمة أفضل 250 مؤسسة رعاية صحية أكاديمية حول العالم لعام 2025، كما حصد لقب العلامة التجارية الصحية الأعلى قيمة في المملكة والشرق الأوسط، بحسب “براند فاينانس” (Brand Finance) لعام 2024، وأُدرج ضمن قائمة أفضل المستشفيات الذكية في العالم لعام 2025 من قبل مجلة “نيوزويك” (Newsweek).