قمة ألاسكا بين ترامب وبوتين بلا اختراق حول أوكرانيا

شهدت ألاسكا قمة جمعت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنظيره الروسي فلاديمير بوتين، استمرت ثلاث ساعات ولم تُسفر عن أي اتفاق لوقف إطلاق النار في أوكرانيا، وفق تقرير “رويترز”. واكتفى الرئيسان بالحديث عن “تقدم في بعض القضايا” من دون تفاصيل، بينما تجاهل ترامب أسئلة الصحفيين، مكتفياً بعبارته: “لا اتفاق حتى يتم التوصل إلى اتفاق”.
المواقف الدولية
أبدى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي استعداد بلاده لـ”تعاون بنّاء”، معلناً زيارة مرتقبة إلى واشنطن. أما بوتين فتمسك بضرورة معالجة “الأسباب الجذرية للأزمة”، مع تأكيده اتفاقه مع ترامب على وجوب ضمان أمن أوكرانيا. وفي المقابل، أعربت عدة عواصم أوروبية عن قلقها من حديث ترامب عن “تبادل أراضٍ”، معتبرة ذلك تهديداً لوحدة أوكرانيا، فيما شددت وزيرة الدفاع التشيكية على أن “بوتين لا يسعى للسلام بل لإضعاف الغرب”.
مكاسب روسية ورسائل أمريكية
ورغم غياب الاختراق السياسي، اعتُبر اللقاء مكسباً لبوتين بعدما كسر جزءاً من العزلة الغربية المفروضة عليه منذ غزو أوكرانيا. وعلّق مؤرخ الحرب الباردة سيرجي رادشينكو بأن “بوتين فاز بهذه الجولة لأنه حصل على حضور دولي بلا مقابل”، لكنه شدد على أن ترامب لم يبع أوكرانيا. أما الأخير، فكشف أنه ناقش مع بوتين قضايا “تبادل أراضٍ وضمانات أمنية لكييف”، قائلاً: “أعتقد أننا قريبون من اتفاق، لكن على أوكرانيا أن توافق”.
أوروبا بين الريبة والحذر
التصريحات الأمريكية حول “صفقة محتملة” أثارت حالة ريبة أوروبية، حيث دعا وزير الخارجية النرويجي إلى “مواصلة الضغط على روسيا بل وزيادته”. في حين رأت عواصم أخرى أن القمة منحت موسكو فرصة جديدة على المسرح الدولي من دون مقابل حقيقي.
الختام المثير للجدل
اختتم ترامب القمة برسالة ودية إلى بوتين قائلاً: “ربما نراك قريباً جداً”، ليجيب الأخير مبتسماً بالإنجليزية: “في المرة القادمة في موسكو”، ما أثار جدلاً في واشنطن حول دلالات التصريح وإمكانية حدوث لقاء مقبل في روسيا.