القط بيبر يساهم في رصد سلالة جديدة من فيروس أورثوروفيروس

أصبح القط الأليف “بيبر” مجددًا حديث المجتمع العلمي بعد أن ساهم في اكتشاف سلالة جديدة من فيروس أورثوروفيروس، عقب اصطياده لحيوان صغير نادر، في مشهد يعيد للأذهان دوره السابق في اكتشاف فيروس جيلونغ لأول مرة في الولايات المتحدة.
من مغامرة إلى مختبر.. بداية القصة
اصطاد “بيبر” زبابة قصيرة الذيل من نوع “إيفرجليدز ميت”، قام مالكه جون ليدنيكي -عالم الفيروسات بجامعة فلوريدا– بإرسالها إلى المختبر كجزء من أبحاثه المستمرة حول فيروسات الغزلان. لتكشف الاختبارات عن وجود سلالة غير معروفة من فيروس أورثوروفيروس.
فيروس غير معروف.. ولكن يستحق الانتباه
رغم أن تأثير هذه الفيروسات على البشر لا يزال غير مفهوم كليًا، إلا أن هناك حالات نادرة ارتبطت بها إصابات بالتهاب الدماغ والسحايا والجهاز الهضمي لدى الأطفال. وأكد ليدنيكي على ضرورة تطوير أدوات اكتشاف مبكر لهذه الفيروسات الناشئة.
توثيق علمي ودعوة للمزيد من البحث
أطلق العلماء على السلالة الجديدة اسم “UF-1 من فيروس الزبابة الثديي في جينزفيل“، ونُشرت بياناتها الجينومية في مجلة Microbiology Resource Announcements. وأشارت الباحثة الرئيسية إميلي دي رويتر إلى أن الفيروس ما زال في مرحلة الفهم المبكر، لكنه يشير إلى تطور واضح في فهمنا للفيروسات التي كانت تُعد “يتيمة” سابقًا.
ليست المرة الأولى: سجل حافل بالاكتشافات
هذا الاكتشاف يأتي بعد سلسلة اكتشافات لفريق ليدنيكي، الذي سبق أن رصد فيروسين جديدين في غزلان أبيض الذيل المستزرعة، ويرجّح العلماء أن تطور الفيروسات، مع تقنيات الكشف المتقدمة، يجعل اكتشاف أنواع جديدة أمرًا مرجّحًا أكثر من كونه مفاجئًا.
فيروس هجين عالمي؟ تساؤلات وتكهنات
في سابقة تعود لعام 2019، تم عزل فيروس أورثوروفيروس في غزال بفلوريدا، كانت جيناته متطابقة تقريبًا مع فيروسات في المنك بالصين وأسود في اليابان، ما أثار تساؤلات علمية عن مصدر مشترك محتمل، مثل مكونات العلف الحيواني.
الخطوة القادمة: هل هناك خطر حقيقي؟
سيركز الفريق العلمي في المرحلة المقبلة على دراسات المناعة والمصل لتقييم أثر الفيروس على البشر والحيوانات الأليفة والحياة البرية، في محاولة لفهم طرق انتقاله المحتملة وخطورته الفعلية.
وبيبر؟ لا يزال في الخدمة
رغم مغامراته الخارجية، لا تظهر على “بيبر” أي علامات مرض، مما يجعل استمراره في المساعدة البحثية عبر صيده الغريزي جزءًا ممتعًا ومثيرًا في مسيرة العلم. يقول ليدنيكي: “إذا وجدت حيوانًا ميتًا، لمَ لا تستفيد منه بدل دفنه؟”