هل القليل من الاتساخ مفيد؟ خبراء يجيبون: مناعة أقوى لا تأتي من التنظيف المفرط

رغم ما يُعرف عن فوائد النظافة الشخصية والعامة، بدأت دراسات طبية حديثة تسلط الضوء على جانب غير متوقع: التعرض اليومي للميكروبات – ضمن الحدود الآمنة – قد يكون مفتاحًا لتقوية الجهاز المناعي، خاصة لدى الأطفال.
التنظيف المفرط قد يُضعف المناعة
بحسب ما نقلته “سكاي نيوز عربية”، فإن قضاء وقت طويل في التنظيف والتعقيم قد لا يكون الخيار الأفضل دائمًا للحفاظ على صحة الأسرة. وبدلًا من السعي إلى بيئة معقمة تمامًا، يوصي الخبراء بتقبّل قدر معين من “الاتساخ الصحي”، الذي يساعد الجسم على التعرف على الميكروبات وتكوين مناعة فعّالة ضد أمراض مثل نزلات البرد والإنفلونزا.
الربو والأكزيما والتصلب.. هل يمكن الوقاية؟
الباحثون يشيرون إلى أن التعرض المعتدل للميكروبات قد يُقلل من احتمالات الإصابة بأمراض مناعية مزمنة مثل الربو، وحمى القش، والأكزيما، بل وقد يمتد التأثير الوقائي ليشمل أمراضًا أكثر تعقيدًا كالتصلب المتعدد.
كيف نحقّق التوازن؟
تحقيق التوازن بين النظافة والتعرض الطبيعي للميكروبات لا يتطلب تعريض المنزل للفوضى. ووفق ما نشرته صحيفة “واشنطن بوست”، يمكن للنباتات المنزلية أن تسهم في زيادة التنوع الميكروبي داخل المنازل، مع الحفاظ على جمالية المكان. كما يُنصح بفتح النوافذ بانتظام لدخول الهواء النقي والميكروبات البيئية المفيدة.
وجود الكلاب قد يساعد!
بشكل غير متوقع، وجود الكلاب في المنازل قد يسهم أيضًا في تعزيز التنوع الميكروبي، حيث تنقل هذه الحيوانات الأليفة ميكروبات من الخارج إلى الداخل، ما يخلق بيئة بيولوجية متوازنة داخل المنزل.
مبانٍ تدعم الصحة الميكروبية
وفي مساهمة لافتة، أشار باحثان في مقال نشر على موقع “The Conversation” إلى أن تصميم المنازل باستخدام الأخشاب والمواد الطبيعية، إضافة إلى الجدران الحية وأنظمة التهوية الذكية، يمكن أن يخلق بيئة داخلية صحية تدعم “الميكروبيوم المنزلي”.
نظافة بوعي.. لا بإفراط
رغم كل هذه التوصيات، لا يعني الأمر التخلي عن التنظيف تمامًا، بل توخي الاعتدال. فربما يمكن تأجيل جلسة التنظيف العميق المقبلة، مع قليل من راحة الضمير، لأن القليل من الغبار – كما يبدو – قد يحمل فائدة غير متوقعة لصحة العائلة.