مكالمة مرتقبة بين ترامب وبوتين وسط تصاعد الحرب في أوكرانيا .. سلام مؤجل أم حسابات نفوذ؟

في وقت يتصاعد فيه التوتر على الأرض الأوكرانية، مع تنفيذ روسيا هجمات جوية مكثفة شملت إطلاق نحو 400 طائرة مسيّرة خلال عطلة نهاية الأسبوع، تتجه الأنظار اليوم (الاثنين) إلى مكالمة هاتفية تجمع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في محاولة لفتح نافذة جديدة نحو تهدئة النزاع المستمر منذ فبراير 2023.
أول محادثات مباشرة بين روسيا وأوكرانيا
وتأتي هذه التطورات عقب عقد أول محادثات مباشرة بين روسيا وأوكرانيا منذ بداية الحرب، والتي اقتصرت نتائجها على تبادل الأسرى، دون التوصل إلى أي تفاهمات بشأن وقف إطلاق النار.
ورغم ترحيب ترامب بهذه الخطوة، إلا أنه قلّل من أهميتها، معتبرًا أن التقدم الحقيقي لن يتم دون حوار مباشر بينه وبين بوتين، ما يعكس قلقًا أمريكيًا من اتفاق قد لا يضمن أمن أوكرانيا، حسب ما نقلته صحيفة واشنطن بوست.
أوكرانيا تطالب بوقف إطلاق نار غير مشروط
من جانبها، تسعى أوكرانيا بدعم أوروبي حثيث إلى الضغط من أجل وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، إلا أن موسكو تواصل رفضها هذا الطرح، واضعةً شروطًا صارمة أبرزها وقف الدعم العسكري الغربي لكييف. ويخشى المسؤولون الأوكرانيون من أن بوتين قد يطيل أمد المفاوضات بهدف تحقيق مكاسب ميدانية.
ترامب: حديث عن السلام والتجارة والعقوبات
وفي تصريحات سابقة، أكد ترامب أن المكالمة ستشمل الحديث عن القضايا الاقتصادية والتجارية المرتبطة بالنزاع، ملوّحًا بفرض عقوبات أشد على روسيا إذا لم يلمس نية حقيقية من بوتين لتحقيق السلام.
ومع ذلك، لم تُظهر إدارة ترامب خطوات ملموسة حتى الآن تعزز هذا التوجه، ما يثير تساؤلات حول مدى جدية التهديد الأمريكي في وجه الموقف الروسي المتشدد.
تشاؤم في كييف وآمال مؤجلة
بينما يأمل المسؤولون الأوكرانيون أن يدفع ترامب باتجاه إلزام موسكو بوقف غير مشروط لإطلاق النار، يخيّم التشاؤم على الأوساط السياسية في كييف، إذ عبّر بعض السياسيين عن مخاوف من أن ترامب قد يلين لهجته بعد المحادثة، خاصة في ظل سجله السابق مع بوتين.
عين على المكالمة ومصير الحرب مفتوح
ومع ترقّب المكالمة الهاتفية بين ترامب وبوتين، يتساءل مراقبون إن كانت ستفتح مسارًا جديدًا نحو السلام، أم ستبقى مجرد حلقة في سلسلة تحرّكات سياسية لا تغير شيئًا من واقع الحرب. فهل تحرّك هذه المكالمة المياه الراكدة؟ أم أن مصير النزاع سيبقى معلقًا على معادلات القوة لا نوايا التهدئة؟