دراسات : روبوتات الذكاء الاصطناعي لا تقدم النصيحة الطبية

كشفت دراسة حديثة أجراها فريق من الباحثين في الذكاء الاصطناعي والطب من جامعات ومؤسسات بحثية في بريطانيا والولايات المتحدة، أن روبوتات الدردشة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي لا تقدم بالضرورة أفضل النصائح الطبية للمستخدمين، خاصة عند محاولة تشخيص الأمراض أو اقتراح طرق العلاج. وشدد الباحثون على ضرورة التوجه إلى مصادر أكثر موثوقية للحصول على المشورة الطبية الدقيقة.
دراسة شاملة على 1298 مستخدمًا: الروبوت ليس بديلاً للطبيب
اعتمدت الدراسة على مشاركة 1298 متطوعًا تم اختيارهم عشوائيًا، طُلب منهم استشارة روبوتات دردشة متقدمة – مثل GPT-4o وLlama 3 وCommand R+ – بشأن مشكلات صحية يعانون منها، بينما لجأت مجموعة أخرى إلى مصادرها المعتادة، كالبحث على الإنترنت أو الخبرة الشخصية. بعد ذلك، قام الباحثون بتحليل المحادثات والمعلومات التي تلقاها المتطوعون من الروبوتات ومقارنتها بمصادر موثوقة لتقييم الدقة والفاعلية.
اللجوء للذكاء الاصطناعي… بين الراحة والمخاطر
يشير التقرير إلى أن كثيرًا من الأفراد باتوا يعتمدون على روبوتات الذكاء الاصطناعي لأسباب تتعلق بسهولة الوصول، وتجنب الإحراج، وتقليل التكاليف مقارنة بزيارة الطبيب. ومع أن هذه البرامج قد أظهرت سابقًا أداءً جيدًا في اختبارات طبية متخصصة، إلا أن قدرتها على تقديم مشورة طبية حقيقية ومناسبة لحالات واقعية ما تزال محل شك.
الأسئلة غير الدقيقة… عائق أمام دقة الروبوت
وجد الفريق البحثي أن كثيرًا من المتطوعين أغفلوا تفاصيل مهمة عند طرح الأسئلة، مما أدى إلى تفسيرات ناقصة من قبل روبوتات الدردشة. وأدى ذلك إلى حدوث انقطاعات في التواصل وفهم غير دقيق للحالة المرضية، وهو ما أثر سلبًا على جودة النصائح المقدمة.
عند العلاج… الذكاء الاصطناعي ليس الخيار الأفضل
أظهرت نتائج المقارنة أن النصائح التي قدمتها الروبوتات لم تكن أفضل من تلك التي تم الوصول إليها عبر مصادر أخرى، بل في بعض الحالات كانت أقل دقة أو أدت إلى تقليل فهم المستخدم لخطورة الحالة. وحذّر الباحثون من الاعتماد الكامل على روبوتات المحادثة في اتخاذ قرارات طبية، لا سيما تلك المتعلقة بتشخيص المرض أو اقتراح علاج.
توصية: استعن بمصدر طبي موثوق
خلص الباحثون إلى أن روبوتات الذكاء الاصطناعي ما زالت تفتقر إلى الفهم الكامل للسياق الطبي المعقد، لا سيما في الحالات التي تعتمد على وصف المريض غير الدقيق. وبناءً على ذلك، أوصت الدراسة بضرورة استشارة مصادر طبية موثوقة أو التواصل مع مختصين عند مواجهة أي حالة صحية، بدلًا من الاعتماد الحصري على روبوتات الذكاء الاصطناعي.