التحول الحضاري في السعودية رؤية تقود المستقبل وتُعيد تشكيل الإنسان والمكان

استعرض الكاتب والمستشار الإعلامي جيلاني بن شايق الشمراني أبرز ملامح التحول الذي شهدته المملكة منذ انطلاقة رؤية السعودية 2030، مشيرًا إلى أن ما تحقق لا يُقاس فقط بالأرقام أو المشاريع، بل هو تحول حضاري شامل أعاد تشكيل الإنسان السعودي والمكان الذي يحتضنه.
وأكد الشمراني أن حديث سمو ولي العهد في انطلاقة الرؤية كان بمثابة وعد، وها نحن اليوم نشاهد كيف أصبح ذلك الوعد واقعًا ملموسًا، يتجسد في النجاحات النوعية التي تحققت في مختلف القطاعات، مدعومة برؤية طموحة وقيادة ملهمة.
مؤشرات متقدمة في الاقتصاد والصناعة
وأوضح الشمراني أن المملكة شهدت قفزات اقتصادية لافتة، منها ارتفاع عدد المصانع إلى أكثر من 11,000 مصنع، مقارنة بـ7,206 عند انطلاق الرؤية. كما احتلت السعودية المركز الأول في مؤشر ريادة الأعمال بين دول مجموعة العشرين، ما يعكس البيئة الاستثمارية المحفزة، والنجاح الكبير لبرنامج جذب المقرات الإقليمية، الذي رفع عدد الشركات إلى 571 شركة عالمية بنهاية 2024، مما جعل من المملكة مركزًا إقليميًا للأعمال.
إنجازات سياحية غير مسبوقة
وفي قطاع السياحة، بيّن الشمراني أن عدد الزوار الدوليين تجاوز 100 مليون زائر في 2024، متقدمًا على المستهدف قبل موعده، بدعم من مشاريع نوعية كالعُلا، والدرعية، والبحر الأحمر. وقد أسهمت هذه المشاريع في تنويع الاقتصاد وزيادة مساهمة السياحة في الناتج المحلي الإجمالي.
تمكين المرأة والتحول الاجتماعي
أكد الشمراني أن الرؤية أحدثت تحولًا اجتماعيًا ناضجًا، لا سيما في تمكين المرأة، حيث ارتفعت نسبة مشاركتها في سوق العمل من 17% عام 2016 إلى أكثر من 36% بنهاية 2024. كما أصبحت المرأة السعودية تتولى مناصب قيادية في قطاعات متعددة، وتسهم بفعالية في التنمية الوطنية.
تطوير التعليم والرعاية الصحية
أشار الكاتب إلى التطوير المستمر في قطاعي التعليم والصحة، من خلال تحديث المناهج وربطها بسوق العمل، وتوسيع برامج التدريب المهني، إلى جانب تحديث البنية التحتية الطبية، وإطلاق المنصات الصحية الرقمية، مما عزز جودة الخدمات ورفع كفاءة الأداء.
ثقافة التطوع والتنمية المجتمعية
أبرز الشمراني النجاح الكبير الذي حققته المملكة في تعزيز ثقافة التطوع، حيث تجاوز عدد المتطوعين مليون متطوع قبل عام 2030، ما يعكس نضوجًا اجتماعيًا وشعورًا وطنيًا عاليًا بالمشاركة المجتمعية.
الاستدامة والالتزام البيئي
في سياق التزامها بالاستدامة، أطلقت المملكة مبادرة “السعودية الخضراء” و”الشرق الأوسط الأخضر”، وحققت تقدمًا ملحوظًا في استخدام الطاقة النظيفة، وخفض الانبعاثات، وتوسيع الرقعة الخضراء، تأكيدًا على سعيها للتوازن بين التنمية الاقتصادية وحماية البيئة.
رؤية تصنع المستقبل
اختتم الشمراني حديثه بالتأكيد على أن ما تحقق خلال تسع سنوات ليس مجرد إنجازات، بل هو بناء متكامل لنموذج حضاري جديد، يجعل من المملكة نموذجًا عالميًا للنهضة الشاملة. ومع بقاء خمس سنوات على عام 2030، فإن المملكة تتجه بثقة نحو المزيد من التقدم، مؤكدة مكانتها كدولة تقود المستقبل برؤية وطموح.