هل القهوة تقي من السرطان؟ تقرير علمي جديد يفنّد المعتقدات السائدة

في تحول لافت في الأبحاث العلمية الحديثة، خلص تقرير نُشر في موقع Psychology Today إلى أن تناول القهوة باعتدال لا يمثل خطرًا على الصحة كما هو شائع، بل قد يكون عاملًا وقائيًا ضد عدد من الأمراض، وعلى رأسها مرض السرطان، ثاني أكثر مسببات الوفاة عالميًا بعد أمراض القلب.

ويأتي هذا التقرير، الذي اطلعت عليه “العربية.نت”، مخالفًا لكثير من المعتقدات التقليدية التي ربطت بين القهوة ومشاكل صحية مزمنة، إذ استعرض أدلة علمية مستفيضة من دراسات رصدية وتدخلية ووراثية، ليوضح أن فوائد القهوة الصحية تفوق أضرارها المحتملة.

كيف تساهم القهوة في تقليل خطر الإصابة بالسرطان؟

يشير التقرير إلى أن علم وبائيات السرطان معقد بطبيعته، إذ يعتمد على عدة عوامل بينها العوامل الوراثية وأنماط الحياة. وتُعد العوامل الغذائية من أهم المؤثرات التي يمكن التحكم بها، حيث يُنصح بتناول الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة والبروتينات قليلة الدهون لتقليل فرص الإصابة بالسرطان.

في هذا السياق، أُدرجت القهوة ضمن قائمة الأطعمة التي تحمل خصائص صحية وقائية، بفضل احتوائها على مجموعة مكونات نشطة، مثل:

• أحماض الكلوروجينيك: وهي مضادات أكسدة قوية تقلل من الالتهابات والإجهاد التأكسدي.

• الليغنانات: تقلل من خطر أمراض القلب والسرطان.

• الكينيدات: تتكون خلال عملية التحميص وتساعد في تحسين حساسية الأنسولين وأيض الجلوكوز.

• المغنيسيوم: يعزز صحة العضلات والعظام وينظم مستويات السكر.

• التريغونيلين: يتمتع بخصائص مضادة للسكري ومفيدة للجهاز العصبي.

منبه طبيعي.. وفوائد تتعدى الصحة الجسدية

لا تقتصر فوائد القهوة على الوقاية من السرطان، بل تمتد لتشمل تحسين وظائف الدماغ. إذ أظهرت الدراسات أنها تقلل من خطر الإصابة بأمراض مثل الزهايمر وباركنسون، كما أن الكافيين الموجود بها يعمل كمحفز طبيعي يساعد في تعزيز اليقظة وتحسين الأداء الإدراكي.

القهوة ليست علاجًا لكنها رفيق صحي في نمط الحياة

رغم هذه الفوائد، شدد التقرير على أن القهوة ليست علاجًا شافيًا لجميع أنواع السرطان، وأن فوائدها قد تختلف باختلاف الظروف الصحية لكل فرد. كما أشار إلى ضرورة الانتباه لبعض التأثيرات الجانبية مثل ارتفاع الكوليسترول لدى فئات معينة.

لذا، تظل الاعتدال في استهلاك القهوة هو العامل الأهم، في ظل السعي لفهم الجرعة المثالية التي توفر الفائدة دون ضرر، بما يتناسب مع الحالة الصحية الشخصية.