هل يحمل ترامب مفتاح الانفراجة في الحرب التجارية مع الصين؟

شارك المقال اذا اعجبك

في مشهد يعكس التوترات المستمرة بين أكبر اقتصادين في العالم، صرّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه يتوقع إبرام صفقة تجارية “جيدة جدًا” مع الصين لكنه لم يقدّم أي مؤشرات على كيفية بدء المحادثات المتعثرة بين واشنطن وبكين.

التصريح جاء من البيت الأبيض، ردًا على سؤال أحد الصحفيين حول ما إذا كانت هناك اتصالات مباشرة بالرئيس الصيني شي جين بينغ، ليرد ترامب بثقة قائلاً: “سنبرم صفقة، وأعتقد أنها ستكون صفقة جيدة جدًا مع الصين”.

ورغم هذه النبرة المتفائلة، فإن الواقع التجاري بين البلدين لا يعكس ذات الانفراج. فالمحادثات لا تزال عالقة منذ أشهر، في ظل تراكم الخلافات والتصعيد المتبادل عبر الرسوم الجمركية والعقوبات الاقتصادية , وكانت وزارة التجارة الصينية قد وجهت في وقت سابق من يوم الخميس دعوة صريحة للولايات المتحدة للتوقف عن ممارسة “ضغوط شديدة”، مشددة على أهمية احترام متبادل كأساس لأي حوار جاد بين الطرفين , إلا أن بكين لم تشر إلى وجود مبادرات عملية لاستئناف المحادثات أو تحديد جدول زمني لذلك.

وعلى الرغم من أن إدارة ترامب خففت مؤقتًا الرسوم الجمركية المرتفعة التي كانت قد فرضتها مؤخرًا على واردات من عشرات الشركاء التجاريين، فإن الرسوم على المنتجات الصينية بقيت كما هي، بل وتشمل نسبًا عالية وصلت إلى 145%، مما يؤشر إلى أن تخفيف اللهجة السياسية لا يعني بالضرورة تراجعًا في السياسات الاقتصادية الصارمة.

المشهد إذًا لا يزال ضبابيًّا، فالطرفان متمسكان بمواقفهما، بينما تبقى الأسواق العالمية تترقب ما إذا كانت تصريحات الرئيس الأمريكي تمثل نية حقيقية للتقدم، أم مجرد محاولة لإعادة ضبط الإيقاع السياسي والاقتصادي قبيل أي استحقاقات داخلية أو تحركات دبلوماسية قادمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى