العلاقات السعودية المصرية… أكثر من أرقام وأكبر من تجارة

ليس كل ما يُقال عن العلاقات بين بلدين يُقاس بالأرقام، حتى لو كانت أرقاماً لافتة كـ11.3 مليار دولار في عام واحد. فالأرقام، على أهميتها، تبقى شاهدة على ما هو أعمق، على ما لا يُكتب في ميزانيات التجارة، بل يُسطر في سجلات التاريخ، ويُروى في ذاكرة الشعوب. العلاقات بين السعودية ومصر تشبه ذلك النوع من الروابط التي تُختبر في الأزمات، وتُثبت في المنعطفات، ولا تنكسر أمام الريح.
عقود من التنسيق، وأجيال من التفاهم، ومواقف لا تُحصى من الدعم المتبادل… هذه ليست مجرد شراكة، بل تحالف تتداخل فيه السياسة مع الأمن، والدين مع الثقافة، والاقتصاد مع الوجدان.
هل تصدق أن البعض لا يزال يروّج لأوهام الفتنة بين بلدين يجمع بينهما أكثر من 2500 عام من التواصل؟! بل ويتمنى أن تصدق الناس أن أي خبر هنا أو إشاعة هناك، يمكنه أن يهز ثقة القاهرة بالرياض، أو يُبدد يقين الرياض بالقاهرة؟!
الأرقام تقول إن التبادل التجاري تجاوز 11 مليار دولار. والواقع يقول إن هذا الرقم ليس إلا نتيجة لعلاقة سياسية عميقة، ورؤية اقتصادية متقاربة، وأرضية مشتركة تمهد لمزيد من التنسيق في ملفات حيوية كالأمن الغذائي والطاقة ومكافحة التطرف.
لكن الأهم من كل ذلك، أن التحالف السعودي المصري بات ضرورة إقليمية. فمن دون تنسيق القاهرة والرياض، لا استقرار في المنطقة. ومن دون وحدة قرارهما، لا نجاح لأي مشروع عربي مشترك.
في زمنٍ تُختبر فيه التحالفات بالضغوط، تبدو الشراكة السعودية المصرية وكأنها جدار صلب لا تهزه الرياح ولا تخدشه الشائعات.