في خطبة الجمعة من الحرم المكي.. المعيقلي يؤكد: الإسلام دين السماحة والرفق

أكد إمام وخطيب المسجد الحرام، الشيخ الدكتور ماهر المعيقلي، أن الإسلام دين الرفق والتيسير، مبينًا أن من يسّر على عباد الله يسّر الله عليه في الدنيا والآخرة، مستشهدًا بقوله صلى الله عليه وسلم: “مَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ الله عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ”.
وأوضح في خطبة الجمعة التي ألقاها من المسجد الحرام، أن الإسلام دين يقوم على الأخلاق النبيلة والسلوك الحسن، ومن أبرز هذه القيم خلق السماحة، التي بها يكون التيسير في التعامل، والعفو عند المقدرة، والتغاضي عن الزلات، وهي سمة من سمات المؤمنين الصادقين.
السماحة في البيع والشراء.. بركة في الرزق
تطرق المعيقلي إلى صور من السماحة التي أوصى بها الإسلام، ومنها اللين في التعامل المالي، كالمسامحة في البيع والشراء، وعدم المغالاة في الأسعار أو الظلم في الحقوق، مشيرًا إلى أن ذلك من أبواب البركة والراحة النفسية، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “رحم الله رجلًا سمحًا إذا باع، وإذا اشترى، وإذا اقتضى”.
السماحة خلق الصحابة ونهج الإسلام
وأضاف أن من تخلق بخلق السماحة زكت نفسه وسمت روحه، وورث أخلاق الأنبياء والصالحين، وعلى هذا الخلق العظيم سار أصحاب النبي ﷺ، فكانوا يتعاملون فيما بينهم بروح المحبة واللين والرحمة، وهو ما يجب أن يكون عليه المسلم في كل زمان ومكان.
المسامحة لا تعني التفريط في الحقوق
وأشار المعيقلي إلى أن الدعوة للسماحة لا تعني التهاون في الحقوق، أو التلاعب بأموال الناس، مؤكدًا أن من تساهل في سداد ما عليه ظلمًا، فقد وقع في الإثم، مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: “مطل الغني ظلم”، محذرًا من عواقب المماطلة بغير عذر.
خاتمة.. السماحة طريق إلى رضا الله
واختتم خطبته بالتأكيد على أن السماحة تفتح أبواب الرحمة الإلهية، وتُقرّب المسلم من عفو الله ومغفرته، كما أن فيها راحة للقلوب، وسكينة للنفوس، ودعوة للتعايش والتراحم بين الناس في مختلف جوانب الحياة.