دراسة علمية تكشف مفاجأة: بحيرات وأنهار غطّت الربع الخالي قبل 9 آلاف عام

الربع الخالي لم يكن دائمًا صحراء قاحلة

شارك المقال اذا اعجبك

في دراسة علمية حديثة، كشف فريق دولي من الباحثين أن منطقة الربع الخالي، المعروفة اليوم بأنها واحدة من أكبر الصحارى القاحلة في العالم، كانت في الماضي موطنًا لبحيرات وأنهار وخضرة مستمرة. وتشير نتائج الدراسة المنشورة في مجلة “نيتشر” إلى أن هذه المنطقة اكتسبت خصوبة وخضرة بشكل متكرر على مدار 8 ملايين سنة.

بحيرة عملاقة ونظام أنهار متكامل
توصل الباحثون إلى أن الربع الخالي احتوى في إحدى مراحله التاريخية على بحيرة عمقها 42 مترًا وتمتد على مساحة 1100 كيلومتر مربع، وذلك قبل حوالي 9 آلاف سنة. وترافق ذلك مع نشوء أنهار ووديان واسعة، مما أدى إلى تشكّل أراضٍ عشبية وبيئة مشابهة للسافانا، ساعدت على توسع التجمعات البشرية والحيوانية نحو هذه المنطقة التي أصبحت اليوم صحراء جافة.

آثار من الحياة القديمة في قلب الصحراء
صرّح الدكتور عبدالله زكي من جامعة تكساس أن الدراسة تُبرز أدلة دامغة على وجود بحيرة قديمة، وأن النظام الهيدرولوجي في المنطقة دعم حياة مزدهرة. بينما أكد البروفيسور مايكل بيتراجليا من جامعة غريفيث أن هذه البيئة الغنية بالموارد ساعدت على انتشار البشر من الصيادين والرعاة، وأن الأدلة الأثرية المنتشرة على طول شبكات البحيرات القديمة تعزز هذه النظرية.

الجفاف يغيّر ملامح التاريخ
وأوضح الباحثون أن التغير المناخي كان له دور حاسم في تحول المنطقة إلى ما هي عليه الآن، حيث شهد الربع الخالي انخفاضًا شديدًا في كميات الأمطار قبل حوالي 6 آلاف سنة، مما تسبب في تحوّله إلى صحراء جافة، وأجبر السكان على النزوح والبحث عن بيئات أكثر ملاءمة، وهو ما أثّر على نمط حياة المجتمعات البدوية التي كانت تعيش فيه.

أدلة أحفورية توثق الحياة القديمة
أشارت نتائج الدراسة إلى وجود أدلة أحفورية لحيوانات تعتمد على البيئة المائية، مثل التماسيح والفيلة والخيول، والتي عاشت في الربع الخالي خلال فترات الخضرة، وهو ما يؤكد أن هذه المنطقة كانت نابضة بالحياة وليست مجرد صحراء كما نعرفها اليوم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى