الصين تتوعد بالتصعيد أمام الرسوم الأميركية والاتحاد الأوروبي يدخل على خط الوساطة
بكين: لن نقف مكتوفي الأيدي في وجه التصعيد التجاري

أعلنت الصين، الثلاثاء، رفضها القاطع لسياسة الرسوم الجمركية التي تفرضها الولايات المتحدة، مؤكدة أنها ستدافع عن مصالحها التجارية “حتى النهاية”، في وقت يتزايد فيه التوتر في الأسواق العالمية وتتحرك فيه أوروبا لاحتواء الأزمة.
وشددت وزارة التجارة الصينية على أن بلادها لن تقبل بممارسات واشنطن الأحادية، داعية في الوقت ذاته إلى حوار قائم على الندية والاحترام المتبادل. كما أكدت وزارة الخارجية أن الصين “ستقاتل حتى النهاية” إذا استمرت الولايات المتحدة في فرض تعرفات جمركية جديدة.
مفاوضات أوروبية لاحتواء التوتر التجاري
في محاولة لخفض حدة التصعيد، أعلنت المفوضية الأوروبية أنها بصدد إعداد رد رسمي على الرسوم الأميركية، يُنتظر تقديمه مطلع الأسبوع المقبل. كما دعت رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لايين خلال مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ إلى “تجنب التصعيد” واللجوء إلى الحلول التفاوضية.
وأكد لي على أهمية تعزيز التعاون بين الصين وأوروبا لحماية حرية التجارة، مشيرًا إلى ضرورة دعم الاقتصاد العالمي بالاستقرار والقدرة على التنبؤ.
ترامب يواصل التهديد بفرض تعرفات أكبر
من جهته، واصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب التصعيد، مهددًا بفرض رسوم جمركية جديدة بنسبة 50% على المنتجات الصينية اعتبارًا من الأربعاء، في حال لم تتراجع بكين عن التعرفات المضادة التي أعلنتها مؤخرًا.
وكان ترامب قد فرض سابقًا رسومًا بنسبة 20% دخلت حيز التنفيذ في يناير، وأعلن مؤخرًا عن حزمة إضافية بنسبة 34%، ما قد يرفع إجمالي الرسوم إلى 54%.
الأسواق العالمية تحاول التعافي رغم القلق
ورغم الأجواء المتوترة، شهدت الأسواق الآسيوية والأوروبية انتعاشًا نسبيًا الثلاثاء، مع ارتفاع مؤشرات طوكيو بأكثر من 6%، بدعم من تصريحات وزير الخزانة الأميركي بأن الإدارة الأميركية مستعدة للتفاوض مع الدول الراغبة في فتح أسواقها أمام المنتجات الأميركية.
كما ارتفعت مؤشرات البورصات الأميركية والأوروبية، إذ سجلت باريس ولندن وفرانكفورت مكاسب تجاوزت 2%، لكن الأسواق ما زالت تواجه خطر تصعيد طويل قد يؤثر سلبًا على الاقتصاد العالمي.
مخاوف من ركود عالمي بسبب الحرب التجارية
وحذر محللون من أن استمرار الحرب التجارية قد يؤدي إلى تباطؤ اقتصادي عالمي، نتيجة ارتفاع الأسعار وزيادة البطالة، مؤكدين أن التصعيد بين القوى الاقتصادية الكبرى يهدد بزعزعة استقرار الأسواق.
وفي هذا السياق، نددت دول آسيوية عدة بالتحركات الأميركية، حيث وصفت هونغ كونغ الرسوم بأنها “غير مسؤولة”، فيما أعربت سنغافورة عن “خيبة أمل عميقة”، وأعلنت فيتنام نيتها التفاوض مع واشنطن لتأجيل تطبيق الرسوم عليها.
الاتحاد الأوروبي يقترح إعفاءً متبادلاً من الرسوم
كخطوة نحو التهدئة، قدم الاتحاد الأوروبي عرضًا للولايات المتحدة يقضي بإعفاء كامل متبادل من الرسوم الجمركية على السلع الصناعية، غير أن ترامب رفض الاقتراح واعتبره “غير كافٍ”، ما يشير إلى استمرار الأزمة لفترة أطول ما لم يتم التوصل إلى تفاهمات جديدة.