مسجد الجامع في ضباء إرث تاريخي يتجدد ضمن مشروع تطوير المساجد التاريخية

شارك المقال اذا اعجبك

شهد مسجد الجامع في مدينة ضباء بمنطقة تبوك انضمامه إلى المرحلة الثانية من مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية، نظرًا لأهميته التراثية كأحد أقدم المساجد في المنطقة. يهدف المشروع إلى تعزيز العمق الحضاري الإسلامي للمملكة، وإعادة إحياء المواقع التاريخية، مع الحفاظ على الهوية العمرانية للمساجد واستعادة دورها الديني والثقافي.

تاريخ مسجد الجامع وأعمال تطويره

تم بناء مسجد الجامع أربع مرات عبر التاريخ، حيث كانت أول إحاطة له بالحجارة من قبل رجل من قبيلة العريني، ثم أعيد بناؤه عام 1373هـ على يد عبدالله بن سليم السنوسي -رحمه الله-. أما البناء الثالث فتم بتمويل من الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -رحمه الله-، فيما جاء البناء الرابع في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله-، وهو البناء الحالي الذي ما زالت تقام فيه الصلاة حتى اليوم.

التوسعة والتحديث وفق الطراز المعماري التقليدي

ضمن مشروع التطوير، سيتم توسيع مساحة المسجد من 947.88 م² إلى 972.23 م²، مع رفع طاقته الاستيعابية من 750 مصليًا إلى 779 مصليًا، باستخدام أحدث التقنيات مع الحفاظ على الهوية المعمارية الأصلية. سيتم تطوير المسجد وفق الطراز المعماري المتأثر ببيئة البحر الأحمر، من خلال استخدام الحجر، الطين، القش (التبن)، بالإضافة إلى الأخشاب في الرواشين والمشربيات التي تزين الواجهات. كما سيتم توظيف الحجر الطبيعي المنقبي، الذي كان يُستخدم قديمًا بفضل النشاط التجاري الكبير في المنطقة.

أهداف المشروع ورؤية 2030

يهدف مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية إلى تحقيق التوازن بين البناء التقليدي والحديث لضمان استدامة هذه المواقع، ويعتمد في تنفيذه على شركات سعودية متخصصة في ترميم المباني التراثية. ويأتي مسجد الجامع ضمن 30 مسجدًا تشملها المرحلة الثانية في 13 منطقة بالمملكة، بعد استكمال المرحلة الأولى التي تضمنت إعادة تأهيل 30 مسجدًا تاريخيًا في 10 مناطق.

كما يسعى المشروع لتحقيق 4 أهداف رئيسية:

  • إعادة تأهيل المساجد التاريخية للعبادة والصلاة.
  • استعادة الأصالة العمرانية لهذه المساجد.
  • إبراز البُعد الحضاري للمملكة.
  • تعزيز المكانة الدينية والثقافية للمساجد التاريخية.

يُعد هذا المشروع جزءًا من رؤية السعودية 2030، حيث يسهم في الحفاظ على الهوية التراثية والاستفادة منها في تطوير المساجد الحديثة، مما يعزز البُعد الثقافي والحضاري للمملكة على المستويين المحلي والعالمي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى