تحذير طبي: تناول الجريب فروت قد يؤدي إلى تفاعلات دوائية خطيرة

حذر طبيب بريطاني من المخاطر الصحية التي قد تنجم عن تناول الجريب فروت، خاصة لمن يعتمدون على أدوية شائعة لعلاج أمراض مثل ارتفاع الكوليسترول وعدم انتظام ضربات القلب. وأوضح أن هذه الفاكهة تحتوي على مركبات قد تعطل عمل إنزيمات مسؤولة عن تكسير الأدوية، مما يؤدي إلى تراكمها في الجسم بمستويات خطيرة.

كيف يتسبب الجريب فروت في زيادة تأثير الأدوية؟

أوضح الدكتور زاند فان تولكين، خلال ظهوره على برنامج BBC Morning Live، أن الجريب فروت يحتوي على مركب الفورانوكومارين، الذي يعطل نشاط إنزيم CYP3A4 في الأمعاء الدقيقة، وهو المسؤول عن تكسير ما يقرب من نصف الأدوية الشائعة.

عند تعطل هذا الإنزيم، لا يستطيع الجسم التخلص من الأدوية بفعالية، مما يؤدي إلى تراكم الجرعات وزيادة احتمالية حدوث تسمم دوائي. وهذا قد يتسبب في آثار جانبية خطيرة، مثل تلف الكبد والعضلات وفشل الكلى.

أدوية تتأثر بالجريب فروت

حدد الدكتور فان تولكين مجموعة من الأدوية التي تتفاعل مع الجريب فروت، وتشمل:

• أدوية الكوليسترول مثل الستاتينات، والتي قد تؤدي إلى زيادة جرعتها في الدم، مما يرفع خطر آلام العضلات وتلف الكبد.
• أدوية ضغط الدم، حيث يمكن أن يؤدي تناول الجريب فروت إلى انخفاض مفاجئ في ضغط الدم.
• مضادات اضطراب ضربات القلب، مما قد يزيد من خطر تفاقم عدم انتظام نبضات القلب.
• مثبطات المناعة، والتي تُستخدم للمرضى الذين خضعوا لعمليات زراعة الأعضاء، وقد يؤدي التفاعل إلى ضعف المناعة أو زيادة الجرعة بشكل خطير.
• الأدوية النفسية، حيث يمكن أن يؤدي الجريب فروت إلى تفاقم آثارها الجانبية.

كمية قليلة من الجريب فروت قد تكون خطيرة

تشير الدراسات إلى أن كوبًا واحدًا من عصير الجريب فروت يمكن أن يقلل من نشاط إنزيم CYP3A4 بنسبة تصل إلى 47٪، مما يجعل الدواء أكثر تركيزًا في الجسم. كما أن تأثير الجريب فروت قد يستمر لأكثر من 24 ساعة بعد تناوله.

فواكه أخرى تؤثر على الأدوية

لا يقتصر الأمر على الجريب فروت فقط، بل هناك بعض الفواكه الأخرى التي قد تؤدي إلى نفس التأثير، مثل:

• البرتقال الإشبيلية، المستخدم في صناعة مربى البرتقال.
• التنجيلو، وهو مزيج بين الجريب فروت واليوسفي.

تحذير من الأطعمة الغنية بفيتامين “ك”

إلى جانب الجريب فروت، حذر الدكتور فان تولكين أيضًا من الأطعمة الغنية بفيتامين ك، مثل البروكلي والسبانخ، وتأثيرها على دواء الوارفارين، المستخدم لسيولة الدم ومنع الجلطات. حيث يعمل فيتامين ك على تقليل فعالية الوارفارين، مما يزيد من خطر الإصابة بالجلطات والسكتات الدماغية.

كيفية تقليل المخاطر؟

ينصح الأطباء المرضى الذين يتناولون الوارفارين بتنظيم استهلاكهم للأطعمة الغنية بفيتامين ك، وتناول كميات صغيرة على مدار الأسبوع بدلاً من تناول كميات كبيرة في يوم واحد، لضمان استقرار تأثير الدواء.