تنازلات واشنطن المبكرة لموسكو.. مناورة سياسية أم تخلٍّ عن أوكرانيا؟
نهج جديد في الصراع الأوكراني

أثار إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن دعم أوكرانيا في ظل تقديم إدارته تنازلات مبكرة لروسيا جدلاً واسعًا، إذ يرى مراقبون أن هذه الخطوة قد تُعيد تشكيل ملامح الصراع. فهل هي إستراتيجية تفاوضية تهدف إلى تحقيق تسوية، أم أنها تراجع أمريكي يمنح موسكو امتيازات دون مقابل؟
مفاوضات محتملة وتنازلات مبكرة
في اتصالات هاتفية منفصلة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، شدد ترامب على ضرورة التوصل إلى حل سلمي، معتبرًا أن العودة إلى حدود ما قبل 2014 لم تعد واقعية. كما استبعد انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) كجزء من أي اتفاق، ما أثار انتقادات من مسؤولين أمريكيين وأوروبيين اعتبروا هذه التنازلات غير مبررة قبل بدء المفاوضات.
صفقات اقتصادية أم تفريط في المصالح؟
تزامنت هذه المواقف مع اقتراح إدارة ترامب صفقة تبادل بين الموارد المعدنية الأوكرانية والتمويل الأمريكي، حيث يُنظر إلى هذه المبادرة على أنها محاولة لضمان استرداد الأموال الأمريكية التي استُثمرت في دعم كييف. ومع ذلك، يظل السؤال الأهم: هل يمكن التوفيق بين تأمين الدعم الاقتصادي والحفاظ على سلامة الأراضي الأوكرانية؟
رؤية موسكو والموقف التفاوضي لأوكرانيا
أكدت مصادر أمريكية أن واشنطن تتبنى سياسة تقديم تنازلات مسبقة لدفع موسكو إلى طاولة المفاوضات، فيما يشدد الكرملين على أن أي حل سلمي يجب أن يشمل نزع السلاح الأوكراني وضمان حياد كييف. هذه التطورات قد تجعل أوكرانيا أمام خيار صعب: إما تقديم تنازلات سياسية وأمنية أو مواجهة استمرار الحرب دون دعم كافٍ.
هل تتجه السياسة الأمريكية نحو تغيير جذري؟
رغم تأكيد ترامب دعمه لأوكرانيا، فإن رفض وزارة الدفاع الأمريكية إشراك قواتها في أي وجود أمني داخل كييف يثير تساؤلات حول جدية هذا الدعم. كما يرى مسؤولون أن التنازلات المجانية قد تمنح روسيا مكاسب إستراتيجية، وهو ما قد يؤدي إلى إعادة رسم خريطة التحالفات وإضعاف موقف أوكرانيا التفاوضي.
اختبار جديد للمشهد الدولي
مع تصاعد المخاوف من أن هذه السياسة قد تُطيل أمد الصراع بدلاً من حله، يبقى السؤال: هل ستُثمر هذه التنازلات عن سلام مستدام، أم أنها بداية لمرحلة جديدة من الضغوط الروسية على أوكرانيا؟