هل يُنقذ الإنسولين مرضى السكري النوع الثاني أم يُشكّل خطرًا خفيًا؟ حقائق وخرافات

مخاوف المرضى بين الحقيقة والوهم

شارك المقال اذا اعجبك

يواجه مرضى السكري من النوع الثاني العديد من التساؤلات والقلق حول استخدام الإنسولين، إذ يعتقد البعض أنه قد يؤدي إلى “الإدمان”، بينما يخشى آخرون من أنه يمثل مرحلة متقدمة من المرض. الدكتور يوسف آل زاهب، استشاري أمراض السكري وطب الأسرة، يؤكد أن هذه المخاوف مبنية على مفاهيم خاطئة، إذ أن الإنسولين يُعتبر علاجًا فعالًا لإنقاذ حياة المرضى ومنع المضاعفات الخطيرة.

متى يصبح الإنسولين ضرورة حتمية؟

الإنسولين ليس “خيارًا أخيرًا”، بل يُستخدم في حالات محددة لضبط مستوى السكر بفعالية، ومنها:

  • عند فشل الحبوب في السيطرة على السكر: إذا تجاوز السكر التراكمي 9% ولم تنجح الأدوية الفموية في التحكم به، يصبح الإنسولين ضروريًا لحماية المريض من مضاعفات مثل الفشل الكلوي وتلف الأعصاب.
  • في الحالات الطارئة: مثل نوبات الحموضة الكيتونية أو العدوى الشديدة، حيث يُعيد الإنسولين التوازن في الجسم خلال ساعات.
  • للحالات التي تتطلب ضبطًا دقيقًا: كفترة الحمل، أو قبل العمليات الجراحية، أو أثناء التنويم في المستشفى.
  • عند ارتفاع السكر لمستويات خطيرة: عندما يصل السكر التراكمي 10% أو أكثر، والسكر العشوائي 300 ملجم/ دسل أو أعلى.
  • عند ظهور أعراض خطيرة: مثل العطش الشديد، التبول المتكرر، ونقص الوزن الحاد.

كشف الخرافات الأكثر شيوعًا حول الإنسولين

هناك العديد من المفاهيم الخاطئة التي تمنع المرضى من استخدام الإنسولين عند الحاجة، ومنها:

  • “الإنسولين يسبب الإدمان” – الحقيقة: الإنسولين ليس مادة إدمانية، بل هو هرمون طبيعي في الجسم، ويمكن التوقف عن استخدامه عند تحسن وظيفة البنكرياس من خلال تحسين نمط الحياة.
  • “الإنسولين يعني أن المرض تفاقم” – الحقيقة: مرض السكري النوع الثاني يتطور مع الوقت، واستخدام الإنسولين في المراحل المبكرة قد يساعد في حماية الخلايا البنكرياسية من التلف.
  • “حقن الإنسولين مؤلمة ومعقدة” – الحقيقة: التقنيات الحديثة جعلت الحقن شبه غير مؤلمة، حيث أصبحت الإبر أنحف من شعرة الرأس، كما أن الأقلام الذكية والمضخات تُسهل الاستخدام.

متى يصبح الإنسولين سلاحًا ذا حدين؟

على الرغم من فوائده، قد يُسبب الإنسولين مشاكل إذا أُسيء استخدامه، مثل:

  • زيادة الوزن: يمكن التحكم به من خلال نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات وممارسة التمارين.
  • نوبات هبوط السكر: تحدث نتيجة جرعات زائدة أو إهمال تناول الوجبات، ويمكن تجنبها باستخدام أنواع الإنسولين طويلة المفعول.
  • الاستخدام غير المبرر: بعض المرضى يستخدمون الإنسولين دون حاجة طبية حقيقية، مما قد يُعرضهم لمضاعفات غير ضرورية.

نصائح طبية لضبط السكر بفعالية

يقدم الدكتور يوسف آل زاهب مجموعة من الإرشادات لمرضى السكري لضمان الاستفادة المثلى من العلاج:

  1. لا داعي للخوف، لكن الالتزام ضروري: الإنسولين صديق للمريض عند الحاجة، لكن يجب الالتزام بالجرعات والمتابعة الدورية.
  2. العلاج مخصص لكل حالة: لا يوجد دواء واحد يناسب الجميع، فكل مريض يحتاج إلى خطة علاجية مناسبة لحالته الصحية.
  3. البدائل الحديثة قد تؤخر الحاجة للإنسولين: أدوية مثل السيماجلوتايد تحفز إفراز الإنسولين طبيعيًا، مما قد يقلل الحاجة للحقن لسنوات.
  4. الإنسولين لا يسبب العمى أو الفشل الكلوي: على العكس، إهمال ضبط السكر هو السبب الرئيسي لهذه المضاعفات، وليس العلاج نفسه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى